العالم العربيسوريا

الأمم المتحدة: لدينا معلومات موثوقة تفيد بأن بعض المفقودين في سوريا ما زالوا على قيد الحياة

أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا (IIMP)، كارلا كينتانا، أن لدى المؤسسة معلومات موثوقة وقابلة للتحقق تشير إلى أن بعض المفقودين في سوريا ما يزالون على قيد الحياة.

جهود البحث عن المفقودين

وفي حديث لها على هامش منتدى “تي آر تي وورلد 2025” الذي عُقد في إسطنبول يومي 31 أكتوبر و1 نوفمبر 2025، تناولت كينتانا آخر الجهود المتعلقة بالبحث عن المفقودين السوريين، مؤكدة أن المؤسسة المستقلة “أُنشئت قبل عامين بفضل نضال العائلات التي أقنعت الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة تأسيسها”.

وأشارت كينتانا إلى أن سقوط نظام الأسد جعل من الممكن عمليًا الدخول إلى الميدان السوري، موضحة:

“قبل عشرة أشهر فقط، لم نكن نتخيل أن نذهب إلى سوريا للبحث عن المفقودين، أما الآن فأصبح بإمكاننا دخولها”.

مؤسسة مستقلة بدعم دولي

وخلال جلسة بعنوان “فجر سوريا الجديد: رسم مسار لإعادة الإعمار والاستقرار” ضمن أعمال المنتدى، شددت كينتانا على أن البحث عن المفقودين في سوريا “ليس مجرد واجب إنساني، بل التزام أخلاقي جماعي”.

وأوضحت أن المؤسسة تحقق في مصير مئات الآلاف من المفقودين السوريين عبر أربعة محاور رئيسية تشمل:

  1. المفقودين على يد النظام،
  2. الأطفال المفقودين،
  3. المهاجرين،
  4. والأشخاص الذين اختفوا على يد تنظيم “داعش”.

وأشارت إلى أن فريق العمل يضم نحو 40 موظفًا دوليًا، مؤكدة أن مأساة المفقودين “لا يمكن لأي جهة واحدة أن تحلها بمفردها”، وأن التعاون بين المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة والدول الأعضاء وعائلات المفقودين أمر ضروري لتحقيق التقدم.

“معلومات موثوقة وقابلة للتحقق”

وكشفت كينتانا أن المؤسسة تملك أدلة حقيقية على أن بعض المفقودين لا يزالون أحياء، موضحة:

“لدينا معلومات موثوقة وقابلة للتحقق تفيد بأن بعض المفقودين أحياء، كما نملك بيانات تتعلق بأطفال ونساء مفقودات قد يكنّ ضحايا للعبودية الجنسية أو الاتجار بالبشر”.

وشددت على أن عمليات تحديد الهوية والإجراءات الجنائية يجب أن تُدار بقيادة وطنية سورية وبدعم دولي لضمان الشفافية والمساءلة.

تعاون مع السلطات السورية

وفيما يتعلق بالعلاقة مع الحكومة السورية، قالت كينتانا إنها التقت وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال زيارتها لسوريا في نهاية يناير الماضي، وأكدت استمرار التواصل مع رئيس اللجنة الوطنية للبحث عن المفقودين التي أنشأها الرئيس السوري.

وأضافت:

“نحن في علاقة بنّاءة، لكنها ليست مهمة سهلة، فالتنسيق والبدء بالعمل المشترك أمر صعب للغاية، وهذا يحدث لأول مرة في التاريخ؛ إذ لا يوجد مثال آخر يبحث فيه كيان دولي وآخر وطني معًا عن المفقودين”.

إنشاء هيئة وطنية سورية للمفقودين

وفي 17 مايو/ أيار 2025، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع مرسومًا بإنشاء “الهيئة الوطنية للمفقودين” كهيئة مستقلة تُعنى بالكشف عن مصير المفقودين والمغيبين قسريًا وإنصاف ذويهم.

وفي أكتوبر الماضي، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتعاون بين الهيئة الوطنية السورية والمؤسسة المستقلة، واصفًا عمل الجهتين معًا بأنه “فرصة غير مسبوقة” لمواجهة تحدي المفقودين بشكل مباشر.

تعاون مرتقب مع تركيا

وأشادت كينتانا باستضافة تركيا لملايين السوريين، معتبرة أن التعاون مع أنقرة “ضروري لجمع المعلومات عن المفقودين في الجانب الآخر من الحدود”.

وقالت:

“علينا التعاون مع تركيا والدول المجاورة التي مرّ بها السوريون أو أقاموا فيها من أجل جمع المعلومات. أكبر عائق أمامنا هو تبادل البيانات، وهذه مهمة جماعية وأنا واثقة من أن تركيا ستكون شريكًا مهمًا في هذا الجهد”.

وأكدت أن الثقة هي العنصر الحاسم في نجاح جهود البحث، موضحة أن “بدون بناء الثقة بين جميع الأطراف لن نتمكن من العثور على المفقودين”.

خلفية تاريخية

أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤسسة المستقلة للمفقودين في سوريا في 29 يونيو/ حزيران 2023 استجابة لمناشدات أسر آلاف المفقودين، بهدف تحديد مصيرهم ومكان وجودهم.

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، سيطرت الفصائل السورية على دمشق بعد عقود من حكم حزب البعث، منهية 61 عامًا من النظام البعثي و53 عامًا من حكم أسرة الأسد، ما فتح الباب أمام مرحلة جديدة في مسار العدالة والبحث عن المفقودين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى