
ماهر المذيوب نشر عبر صفحته الشخصيه فيس بوك مقالًا تحليليًا مطولًا بعنوان “جمهورية الكذب”، انتقد فيه بشدة مسار الحكم في تونس منذ 25 يوليو 2021، متهمًا الرئيس قيس سعيّد بتحويل البلاد إلى “جمهورية الكذب”، حيث بات الكذب أداة للحكم وتبرير الفشل، بدلًا من أن يكون انحرافًا أخلاقيًا عرضيًا.
الكذب أخطر انتهاك يمارسه الإنسان ضد نفسه
استهل المذيوب مقاله باستشهاد للفيلسوف الألماني “كانط” يقول فيه:
“الكذب هو أكبر انتهاك يمكن أن يمارسه الإنسان ضد نفسه”،
ليُبيّن أن الكذب لدى السياسيين يصبح أداة للسيطرة وتحقيق مصالح شخصية على حساب الوطن والحقيقة.
من بورقيبة إلى قيس سعيّد: تحولات الجمهورية التونسية
بحسب المقال، قسّم المذيوب الجمهوريات التونسية كالتالي:
- جمهورية التأسيس في عهد الحبيب بورقيبة،
- جمهورية الخوف في عهد زين العابدين بن علي،
- جمهورية الثورة من 14 جانفي 2011 إلى 24 جويلية 2021،
- ثم جمهورية الكذب في عهد قيس سعيّد، الممتد من 13 نوفمبر 2019 حتى اليوم.
24 يوليو.. الكذبة الكبرى
يشير المقال إلى أن سعيّد مارس أولى “خداعاته المعلنة” في 24 يوليو 2021، عندما اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي وأبلغه فقط بتمديد حالة الطوارئ، بينما ادعى لاحقًا أنه أبلغه بنية حل البرلمان.
ولادة جمهورية الكذب
في 25 يوليو 2021، أعلن الرئيس التونسي تجميد البرلمان والحكومة، ثم ألغى دستور 2014، وهو ما اعتبره المذيوب “نقطة اللاعودة”، واصفًا تلك الإجراءات بأنها تمت على أساس “أكاذيب قانونية وسياسية”.
وأشار إلى أن سعيّد:
- كذب على نفسه بصفته أستاذ قانون دستوري.
- كذب على الأجهزة بتفسيره المتعسف للفصل 80.
- كذب على الشعب والعالم بادعائه احترام الدستور.
الخوف بدل القانون
اتهم المذيوب سعيّد بالحكم من خلال إثارة الذعر لا بالاحتكام إلى القانون، إذ اعتبر البرلمان، ثم المجلس الأعلى للقضاء، ثم المعارضة خطرًا داهمًا.
الكذب وسيلة لإخفاء الفشل
رأى المذيوب أن فشل الرئيس الحقيقي يتجلى في المجال الاقتصادي والاجتماعي، ولهذا استخدم الكذب كوسيلة لتبرئة نفسه، مثل:
- إخفاء اللقاحات عن التونسيين في ذروة الجائحة.
- اتهام المعارضة بأزمات نقص المواد الأساسية.
شعار “التطبيع خيانة” مجرد شعار
في إشارة إلى تناقض سعيّد، لفت المذيوب إلى أن الرئيس صرح في مناظرته الانتخابية عام 2019 بأن “التطبيع خيانة عظمى”، لكنه رفض لاحقًا تمرير قانون تجريم التطبيع حين تم طرحه في البرلمان.
آلة الكذب المؤسسية
تحدّث المقال عن غياب ناطق رسمي أو مسؤول إعلامي باسم الرئاسة التونسية، حيث يكتب سعيّد كل البيانات بنفسه، لكن خلف ذلك تقف منظومة متكاملة لصناعة الكذب، بدأت معه منذ حملته الانتخابية ولا تزال تعمل إلى اليوم.







