العالم العربي

العراق يدخل الصمت الانتخابي استعدادًا لانتخابات برلمانية حاسمة الأحد

الفقرة الافتتاحية (وفق أسلوب الهرم المقلوب):
دخل العراق، صباح السبت، مرحلة الصمت الانتخابي قبل يوم واحد من انطلاق الاستحقاق البرلماني المقرر إجراؤه الأحد، وسط دعوة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للمواطنين إلى المشاركة الواسعة في التصويت، معتبرًا أن الانتخابات تمثل “صوت المستقبل” ورسالة للعالم عن عراق جديد يسوده التداول السلمي للسلطة.

الصمت الانتخابي يبدأ في عموم البلاد

وذكرت وكالة الأنباء العراقية أن الصمت الانتخابي انطلق عند الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، ليحظر على الكيانات والأحزاب السياسية أي نشاط دعائي أو ترويجي حتى انتهاء عملية الاقتراع.
وتُعد هذه المرحلة خطوة إلزامية لضمان حياد الناخبين واستقرار الأجواء قبل بدء التصويت العام، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية العراقية تنافسًا محتدمًا بين القوائم والتحالفات.

السوداني يدعو إلى مشاركة واسعة

في كلمة متلفزة مساء الجمعة، دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني العراقيين إلى الإقبال على صناديق الاقتراع بكثافة، قائلًا:

“نؤمن أن أصواتكم هي أمانة ومسؤولية وقيمة عالية وصوت المستقبل، فاختاروا مستقبلكم بحرية ودون إكراه أو ضغط، فالعالم بأجمعه اليوم يترقب نتاج التجربة الديمقراطية”.

وأضاف أن المشاركة ستكون “رسالة واضحة عن العراق الجديد الذي يواصل فيه أبناؤه بإصرار التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع”.
كما أكد أن الحكومة استكملت جميع المتطلبات الفنية واللوجستية لضمان إجراء الانتخابات في موعدها “بجاهزية كاملة في جميع المحافظات”.

استعدادات المفوضية العليا للانتخابات

من جانبها، أعلنت جمانة غلاي، المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن المفوضية “مستعدة بالكامل” لتنظيم عمليتي التصويت الخاص والتصويت العام.
وأوضحت أن التصويت الخاص سيُجرى في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، ويشمل فئات خاصة مثل القوات المسلحة وقوات الأمن والمرضى والنزلاء، فيما سيكون التصويت العام يوم 11 نوفمبر للناخبين داخل البلاد.

وأضافت غلاي أن المفوضية تسلمت أكثر من 9500 مركز اقتراع موزعة على المحافظات، وأنه “تم تأمينها بالتنسيق مع اللجنة الأمنية العليا”، مشيرة إلى أن كل محطة اقتراع ستُزوّد بكاميرتين لتوثيق العملية الانتخابية، وثلاث كاميرات في كل مركز رئيسي.

21 مليون ناخب وقرابة 8 آلاف مرشح

يتنافس في الانتخابات البرلمانية 7768 مرشحًا، بينهم 5520 رجلًا و2248 امرأة، بينما يحق لنحو 21 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار 329 نائبًا يمثلون مجلس النواب العراقي، الذي يتولى انتخاب رئيس الجمهورية ومنح الثقة للحكومة.

وبدأت الدورة البرلمانية الحالية في 9 يناير/كانون الثاني 2022 وتنتهي في 8 يناير 2026، ووفق القانون العراقي يجب إجراء الانتخابات التشريعية قبل 45 يومًا من انتهاء الدورة.

موازين القوى داخل البرلمان

تملك الأحزاب والتيارات الشيعية الغالبية في البرلمان الحالي، فيما تتوزع السلطات الثلاث بين المكونات الرئيسية في البلاد؛ إذ يتولى الأكراد رئاسة الجمهورية، والشيعة رئاسة الوزراء، بينما تذهب رئاسة البرلمان إلى المكوّن السني.

خلاصة:
تأتي هذه الانتخابات في ظرف سياسي حساس، وسط ترقب داخلي وخارجي لمدى مشاركة العراقيين وقدرتهم على تجديد الثقة في العملية الديمقراطية، في اختبار جديد لمسار التداول السلمي للسلطة في البلاد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى