العالم العربيمصر

مصر وروسيا تبحثان تثبيت اتفاق غزة وترفضان إقامة كيانات موازية في السودان

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الروسي سيرغي لافروف، تطورات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكدا رفضهما إقامة كيانات موازية في السودان، بما يهدد وحدة الدولة ومؤسساتها الوطنية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه لافروف مع عبد العاطي، الجمعة، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية السبت.

اتفاق غزة

ووفق البيان، استعرض عبد العاطي خلال الاتصال الجهود المصرية المستمرة لتثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام (اتفاق غزة) وتنفيذ بنوده بشكل كامل، مشددًا على “ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، بما يشمل الجوانب السياسية والتنموية والإنسانية لضمان استدامة التهدئة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قد دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، بوساطة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف من الولايات المتحدة، ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

وترهن إسرائيل بدء مفاوضات المرحلة الثانية بتسلم جثامين 28 جنديًا إسرائيليًا قتلوا خلال الحرب، في حين سلّمت حماس 25 جثة حتى الآن، مؤكدة أن استخراج بقية الجثامين يحتاج إلى وقت نظراً للدمار الكبير الذي خلّفته الحرب ونقص المعدات.

وأنهى الاتفاق حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل بدعم أمريكي منذ 8 أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل نحو 69 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتدمير نحو 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية في قطاع غزة.

وأشار عبد العاطي إلى التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر والتنمية في غزة بالعاصمة المصرية القاهرة (دون تحديد موعد)، مؤكدًا أهمية حشد الدعم الدولي لإنجاح المؤتمر وتخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان القطاع.

وتسعى القاهرة إلى تفعيل خطة مشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أُقرت في مارس/ آذار الماضي، تقضي بإعادة إعمار غزة خلال خمس سنوات بتكلفة تقارب 53 مليار دولار، بينما تُقدّر الأمم المتحدة التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.


الملف السوداني

وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان، شدد الوزيران على ضرورة الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية، ورفض أي كيانات موازية يمكن أن تُسهم في تفكيك البلاد أو المساس بسيادتها ووحدتها.

كما أكد عبد العاطي أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان التوصل إلى هدنة إنسانية شاملة، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المناطق المتضررة.

وأعرب الوزير المصري عن إدانة القاهرة للانتهاكات الجسيمة التي شهدتها مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر الماضي، حيث ارتُكبت مجازر بحق المدنيين، وفق تقارير محلية ودولية.

وكان قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد أقرّ بوقوع “تجاوزات” في المدينة، مدعيًا تشكيل لجان تحقيق.

كما أعلنت قوات الدعم السريع، الخميس، موافقتها على الانضمام إلى هدنة إنسانية اقترحتها دول الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات)، دون تحديد تفاصيل بنودها أو آلية تنفيذها، فيما لم يصدر بعد تعقيب رسمي من الجيش السوداني أو من دول الرباعية.

ويشهد السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 حربًا دامية بين الجيش و”قوات الدعم السريع” أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى