تونس

الغنوشي يُضرب عن الطعام وسط حملة تضامن واسعة وتنديد بقمع قيس سعيد

أعلنت عائلة ومحامو رئيس حركة النهضة التونسية المعتقل، راشد الغنوشي، دخوله في إضراب عن الطعام تضامنا مع الخبير الدستوري المعتقل جوهر بن مبارك في وقت حذر فيه نشطاء ومنظمات حقوقية عربية ودولية من “تآكل” منظومة العدالة في تونس.

وقالت هيئة الدفاع عن الغنوشي إنه دخل الجمعة في إضراب مفتوح عن الطعام “تضامنا مع بن مبارك الذي يخوض منذ أيام إضرابا عن الطعام، ودفاعا عن استقلالية القضاء وعن الحريات في البلاد”.

ودونت سمية الغنوشي“التحق والدي البارحة بإضراب الجوع تضامنا مع الأستاذ جوهر بن مبارك، يقاوم بجسده وروحه وإرادته ويأبى الاستسلام لهذا الانقلاب الغادر البائس”.

وقالت حركة النهضة، في بيان السبت: “أمام هذا النهج في التصعيد الذي اختاره المساجين السياسيون في مواجهة آلة الظلم والقهر والمحاكمات الجائرة التي وظفت فيها السلطة القضاء وتجاوزت خلالها كل الإجراءات القانونية وخرقت فيها كل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، تجدد الحركة تضامنها الكامل مع كل المساجين السياسيين المعارضين وتطالب برفع هذه المظالم وإطلاق سراح المساجين وتحمّل السلطة مسؤولية السلامة الجسدية للمضربين”.

كما اعتبر أن “سياسات التنكيل والتشفي لا تعدّ على الإطلاق بطولة ولا انتصارا على رجال ونساء لم يجدوا من وسيلة للتصدي لهذا الظلم سوى بطونهم الخاوية وأجسادهم المنهكة من قهر السجون

وكتب الحقوقي المصري بهي الدين حسن “أدعو العلمانيين والإسلاميين في سجون مصر وخارجها لتأمل هذا النموذج الفذ”.

وأوضح بقوله: “راشد الغنوشي (٨٤ عاما) المفكر والمجدد الأهم في الفكر السياسي الإسلامي بالعالم العربي، يقرر من محبسه التعسفي بتونس التضامن بالإضراب عن الطعام مع السجين الليبرالي العلماني مبارك بن جوهر المضرب عن الطعام حتى الموت”.

وكتب رئيس البرلمان التركي السابق مصطفى شنطوب “من بين رؤساء البرلمان التونسيين، يُعدّ الأستاذ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، من أشدّ مناصري الديمقراطية والحرية والسلام، وقد بدأ الآن إضرابًا عن الطعام في السجن”.

وأضاف: “في حديثي مع ابنه، أكد أن والده اتخذ هذه الخطوة من أجل مستقبل تونس ومن أجل رفاقه المعتقلين. لا يجب أن يبقى رجلٌ تُشهد حياته كلها على التزامه بالقيم الديمقراطية في السجن. يجب إطلاق سراح راشد الغنوشي فورًا”.

وعبرت منظمة عدالة لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ لإعلان الغنوشي دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام داخل سجنه، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل “صرخة احتجاج سياسي وإنساني ضد ما آلت إليه أوضاع حقوق الإنسان في تونس، في ظل تزايد حالات الإضرابات الفردية عن الطعام بوصفها وسيلة أخيرة للتعبير عن اليأس من منظومة العدالة وغياب قنوات الإنصاف”.

وحملت السلطات التونسية “كامل المسؤولية عن سلامة الغنوشي وبن مبارك”، مطالبةً بنقلهما فورًا إلى مؤسسات طبية مختصة تحت إشراف مستقل، وبالسماح لعائلتيهما ومحاميهما بزيارتهما دون قيود”.

كما دعت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المعنية في حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لضمان سلامتهما، مشددة على أن “التعامل الرسمي بصمت أو تجاهل مع هذه التطورات يشكل انتهاكًا صارخًا للكرامة الإنسانية ويمثل دليلًا إضافيًا على تآكل منظومة العدالة في تونس”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى