في زمن العجائب، لم تعد المعاناة حكراً على الجياع والفقراء، بل ابتكر الأغنياء لأنفسهم معاناة خاصة.. تفضلوا بالتعاطف معهم!
مأساة الاختيار.. عندما تصبح النعم نقماً
بينما يحاول “ابو علي ” في إحدى القرى الفقيرة تأمين رغيف خبز واحد لأطفاله، يقف “حمود” حائراً أمام عشرات الأطباق في البوفيه المفتوح بفندقه الفاخر.. أيها يختار؟ معاناة حقيقية!
وفي وقت يبحث فيه “حسن” عن دواء لطفلته التي تعاني من المرض، يبحث “فادي” عن طبيب تجميل لعلاج تجاعيد وجهه الناتجة عن.. كثرة الضحك ربما!
متاعب المال.. ثقل لا يحتمله البشر!
بينما يحلم “ابو حسن” بتأمين إيجار منزله المتواضع، يعاني “ابو خليل” من ثقل الرهن العقاري لفيلله الثالثة في منتجع سياحي حصري.. يا للبؤس!
وفيما تحاول “سمية” جمع ثمن زي مدرسي لأبنائها، تعاني “لمياء” من صعوبة اختيار لون حقيبة اليد الجديدة التي تتناسب مع سيارتها الفارهة.. إنها معاناة حقيقية!
جلسات العلاج النفسي.. لأن الغنى مرهق!
لم يعد الفقراء وحدهم من يحتاجون للدعم النفسي، فالأغنياء يعانون من اكتئاب ما بعد التسوق، وقلق اختيار الوجهة السياحية القادمة، وصدمة رؤية حسابهم البنكي وهو.. يزداد!
بينما يعاني ” عادل ” شاب في مقتبل العمر في البحث عن عمل لمساعده اهله ،يعاني “ابو احمد ” في البحث عن نوع صبغه شعر تكون طويله المده .
بينما يبحث “كريم” عن عمل لسد دينه، يبحث “ابو سليم” عن معالج نفسي لمساعدته في تجاوز صدمة.. خسارة بعض الأسهم في البورصة!
هل من حل لهذه المعاناة؟
للأسف، لا توجد حلول سريعة لمعاناة الأغنياء، فكل محاولاتنا لمساعدتهم تزيد وضعهم سوءاً.. المزيد من المال يعني مزيداً من المعاناة!
في النهاية، دعونا نتعاطف مع إخوتنا الأغنياء.. فالفقراء يعانون من الجوع والعوز، بينما يعاني الأغنياء من.. الشبع والوفرة!
ربما تكون هذه السخرية وسيلة لنتذكر أن في عالمنا بشراً يحلمون بوجبة واحدة، بينما يبحث آخرون عن وسائل للتخلص من الطعام الفائض!
إذا كنت تعرف أحد الأغنياء، ادعُ له بالصبر والثبات.. فمعاناته أكبر مما نتصور!
