الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو: أواجه اضطهادًا بسبب دعمي لفلسطين

قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، إنه يتعرض لما وصفه بـ”المضايقات والاضطهاد” بسبب مواقفه الداعمة لفلسطين، مؤكدًا أن النضال الفلسطيني جزء من التاريخ الثوري لكولومبيا.
بيترو: إدراجي على قائمة تجار المخدرات عقوبة على موقفي من فلسطين
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، أوضح بيترو – الذي وصف نفسه بأنه يمثل “اليسار الجديد وليس التقليدي” – أن إدراجه على قائمة تجار المخدرات جاء نتيجة موقفه المؤيد للقضية الفلسطينية.
وقال الرئيس الكولومبي:
“ما حصل في قطاع غزة هو تجربة تجريها القوة المالية العالمية على شعب ثائر، والبشرية اليوم تتطلع إلى أصوات تخرجها من الظلمات إلى النور”.
وأضاف أن صوته يحمل “بارقة أمل ومشروعًا مستقبليًا يمكن الإنسانية من أن تنعم بحياة في عالم حر”.
دعوة ترامب للاعتراف بدولة فلسطين
ودعا بيترو الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الاعتراف بفلسطين كما اعترف سابقًا بـ”إسرائيل”، مؤكدًا إيمانه بـ”حل الدولتين”، وضرورة عقد مؤتمر عالمي بعد وقف الحرب في غزة لإحياء عملية السلام وفق آلية واضحة.
واعتبر أن السلام الحقيقي يبدأ باعتراف أميركي بدولة فلسطين، ويتطلب إجراء انتخابات في فلسطين و”إسرائيل” وربما تغييرات سياسية أوسع في المنطقة.
اتهامات بمعاداة السامية ومحاولات لإسكاته
واتهم بيترو “إسرائيل” بأنها أساءت التعامل مع كولومبيا في الماضي، رافضًا الاتهامات الموجهة إليه بـ”معاداة السامية”، واصفًا إياها بأنها “إيديولوجية دعائية” تستهدف إسكات الأصوات الحرة في أميركا اللاتينية.
وقال الرئيس الكولومبي إنّه يدفع ثمن مواقفه المؤيدة للحق الفلسطيني، موضحًا:
“لقد استهدفوني أنا تحديدًا، ويتلاعبون بالانتخابات الكولومبية، وأدرجت على قائمة تجار المخدرات دون أن أملك أي أصول حقيقية في بلدي، فلا أستطيع فتح حسابات مصرفية ولا ركوب طائرة، وهو اضطهاد ضدي وضد عائلتي”.
وأضاف أن هناك محاولات مستمرة لإسكاته ومنع صوته من الوصول إلى شعوب أميركا اللاتينية.
تصعيد ضد بيترو بسبب موقفه من غزة
وكان بيترو قد دعا، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، إلى توحيد جيوش الدول الرافضة للإبادة الجماعية في غزة لتحرير فلسطين.
وعقب ذلك، ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرته، على خلفية مواقفه المناهضة لـ”إسرائيل” والداعمة لفلسطين.
الإبادة في غزة مستمرة
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي – بدعم أميركي وأوروبي – حرب إبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وخلفت الحرب، بحسب بيانات رسمية فلسطينية، أكثر من 239 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين الذين يواجهون مجاعة مدمرة، بينما طُمست مدن وبلدات غزة بالكامل عن الخريطة.
وتعد تصريحات الرئيس الكولومبي بيترو من بين أقوى المواقف اللاتينية المناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، في وقت تشهد فيه المنطقة تضامنًا شعبيًا واسعًا مع القضية الفلسطينية.



