تركيا تسلم جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدين لتل أبيب وتواصل إجلاء مدنيين فلسطينيين من غزة

أكدت مصادر أمنية تركية أن أنقرة لعبت دورًا محوريًا في تأمين عملية تسليم جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدين، الذي احتجزته حركة حماس منذ عام 2014 في قطاع غزة، إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعكس التزام الحركة باتفاق وقف إطلاق النار.
أنقرة: نجاح العملية ثمرة جهود مكثفة
“نؤكد أن عملية تسليم جثة هدار غولدين إلى إسرائيل بعد 11 عامًا قد جرى تأمينها بنجاح من قبل تركيا”.
وأضافت المصادر أن هذا النجاح جاء نتيجة جهود دبلوماسية وأمنية مكثفة بذلتها أنقرة خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أن العملية تمت بسلاسة وأمان كامل.
وأوضحت المصادر أن إعادة الجثة إلى إسرائيل تمثل انعكاسًا لالتزام حماس الواضح بوقف إطلاق النار الموقع في 10 أكتوبر الماضي، مؤكدة أن تركيا تواصل مساعيها لتحقيق الاستقرار الإنساني والأمني في قطاع غزة.
كوشنر في إسرائيل وضغوط أمريكية بشأن رفح
وبحسب القناة العبرية 12، اقترح رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير على مسؤولين في الحكومة السماح بمرور آمن لنحو 200 من أعضاء حركة حماس العالقين في مدينة رفح المحتلة مقابل تسليم جثة غولدين، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض المقترح.
في الوقت نفسه، كشفت تقارير عبرية أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على تل أبيب للموافقة على اتفاق مماثل، في إطار جهودها لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، التي يتابعها مبعوثه جاريد كوشنر خلال زيارته الحالية لإسرائيل.
أنقرة تواصل جهودها الإنسانية في غزة
وأفادت المصادر الأمنية التركية بأن أنقرة تواصل جهودها لإجلاء نحو 200 مدني فلسطيني من غزة، عالقين داخل الأنفاق، بطريقة آمنة ومنسقة مع الأطراف الدولية المعنية، مشددة على أن الأولوية التركية تبقى لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
خلفية عن قضية غولدين
وتسلمت إسرائيل، مساء الأحد، جثة الضابط هدار غولدين الذي قُتل خلال عدوان 2014 على غزة واحتجزت حماس جثمانه منذ ذلك الحين.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب تسلمت جثة أحد القتلى المحتجزين في غزة، قبل أن يؤكد الجيش الإسرائيلي لاحقًا أن الجثمان يعود لغولدين.
اتفاق وقف إطلاق النار وملف الأسرى
ومنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 وحتى 9 نوفمبر الجاري، سلّمت حماس 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء ورفات 26 آخرين من أصل 28، فيما تقول إسرائيل إن أحد الجثامين لا يعود لأي من أسراها وإن رفاتًا أخرى ليست جديدة.
وترهن تل أبيب بدء التفاوض حول المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلم بقية جثث الأسرى، بينما تؤكد حماس أن استخراج الجثامين يستغرق وقتًا طويلاً بسبب الدمار الإسرائيلي الواسع في غزة.
آلاف الفلسطينيين تحت الأنقاض
وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، لا تزال جثامين نحو 9500 فلسطيني تحت أنقاض القصف الإسرائيلي، في حين يقبع أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال، بينهم نساء وأطفال، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي والتجويع، ما أدى إلى وفاة عدد منهم، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
كارثة إنسانية غير مسبوقة
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ 8 أكتوبر 2023 عن استشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألفًا آخرين، معظمهم نساء وأطفال، بينما قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 70 مليار دولار بعد تدمير واسع للبنية التحتية.
وتؤكد أنقرة، من خلال دورها المتزايد في الملف الإنساني، أنها تسعى لتثبيت التهدئة وتفعيل المسار الإنساني والسياسي في غزة، في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية للانتقال نحو مرحلة إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار في القطاع.



