تحالف السوداني يحقق فوزًا كبيرًا في الانتخابات البرلمانية العراقية
أفادت مصادر مقربة من تحالف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأربعاء، بأن لائحته الانتخابية “التنمية والإعمار” حققت فوزًا كبيرًا في الانتخابات البرلمانية التي جرت الثلاثاء، وسط نسبة إقبال تجاوزت 55 بالمئة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول مقرب من رئيس الحكومة قوله إن كتلة التنمية والإعمار “حققت فوزًا كبيرًا جدًا”، فيما أكد مصدران آخران قريبان من التحالف أن اللائحة “حصدت على الأرجح أكبر كتلة نيابية بعدد يقارب 50 مقعدًا أو أكثر“.
صعود سياسي متواصل للسوداني
ويُعد هذا الفوز تتويجًا لصعود محمد شياع السوداني كقوة سياسية رئيسية في العراق منذ توليه رئاسة الحكومة عام 2022 بدعم من تحالف الإطار التنسيقي الذي يضم أبرز القوى الشيعية.
وتُعتبر نتائج الانتخابات الحالية مقدمة لاختيار رئيس جديد للجمهورية، وهو منصب مخصص تقليديًا للأكراد، وكذلك لتسمية رئيس وزراء جديد، وهي عملية تتطلب توافقًا سياسيًا وقد تستغرق أسابيع أو حتى أشهر.
وكان السوداني قد تولى رئاسة الحكومة بعد أكثر من عام من الجمود السياسي الناتج عن خلافات حادة بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والإطار التنسيقي، أكبر تكتل برلماني في الدورة السابقة.
تحالفات جديدة مرتقبة
ورغم أن القوى الشيعية خاضت الانتخابات بشكل منفصل، إلا أن المراقبين يتوقعون إعادة توحيدها ضمن الإطار التنسيقي بعد ظهور النتائج لتشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان.
أما القوى السنية، فقد خاضت الانتخابات بدورها بشكل منفصل، وسط توقعات بتحقيق مكاسب لرئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، الذي يُعد من أبرز السياسيين السنة في البلاد.
وشملت الانتخابات أيضًا إقليم كردستان الذي شهد استمرار التنافس التقليدي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني على المقاعد البرلمانية.
نسبة مشاركة مرتفعة واستقرار نسبي
وأعلنت مفوضية الانتخابات العراقية أن نسبة الإقبال تجاوزت 55 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالاستحقاقات السابقة، لا سيما في ظل مقاطعة التيار الصدري لهذه الانتخابات.
وجرت عملية الاقتراع في أجواء من الاستقرار الأمني النسبي الذي يشهده العراق حاليًا، بعد عقود من الحروب والصراعات السياسية والطائفية التي أضعفت البنية التحتية وعمّقت أزمة الفساد في البلاد.
