وزير الخارجية السوداني: الرباعية ليست جهة رسمية وحكومتنا تتعامل معها بشكل ثنائي
قال وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني محيي الدين سالم، الثلاثاء، إن مجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات “لم تصدر بقرار من مجلس الأمن أو أي منظمة دولية”، مؤكداً أن الحكومة السودانية لا تتعامل معها بصفة رسمية.
وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على الانضمام إلى الهدنة الإنسانية التي اقترحتها دول الرباعية، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى وقف القتال المستمر منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش السوداني والدعم السريع.
وأوضح سالم أن بلاده تتعامل مع مصر والسعودية والولايات المتحدة “بصفات ثنائية” وتجد “تفاهماً وتنسيقاً إيجابياً” مع هذه الأطراف، مشيراً إلى أن الحكومة “ترفض التعامل مع أي آلية غير منبثقة عن شرعية دولية أو تفويض رسمي”.
مباحثات ثلاثية في بورتسودان
وجاءت تصريحات الوزير عقب جلسة مباحثات ثلاثية في مدينة بورتسودان جمعته بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وتوم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وقال سالم إن المباحثات ركزت على الأوضاع الميدانية والإنسانية المتدهورة في دارفور، خصوصاً بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما أعقبها من نزوح واسع للسكان بسبب ما وصفه بـ”عمليات القتل والسحل والاغتصاب التي تمارسها المليشيا”.
وأضاف أن اللقاء تناول أيضاً أوضاع النازحين في منطقتي الدبة وطويلة، إلى جانب أوضاع المحاصرين في بابنوسة وكادوقلي والدلنج بجنوب البلاد.
وأكد أن الآراء “تطابقت تماماً” خلال الاجتماع الثلاثي حول ضرورة تحرك المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والضغط على المليشيا المتمردة والدول الداعمة لها.
ملف المرتزقة الأجانب
وأشار الوزير إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى ملف المرتزقة الذين تستقدمهم قوات الدعم السريع من كولومبيا والغرب الأفريقي وبعض دول الجوار، مؤكداً ضرورة التعامل مع هذه المسألة “بما يقتضيه القانون الدولي والقانون الإنساني”.
ووصف سالم ما يجري في السودان بأنه “غزو مباشر يتضمن أعمال قتل وسحل ونهب“، داعياً المجتمع الدولي إلى التعامل مع الأزمة بالجدية التي تستحقها.
وأعرب عن أمله في أن تكون زيارة فليتشر إلى السودان “منطلقاً لخطوات عملية وجادة على الأرض”، مشدداً على أن الحكومة ستواصل جهودها لإخراج المليشيات والمرتزقة من البلاد.
خلفية الصراع
وتشهد السودان حرباً دامية منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت مؤخرًا على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب تقارير محلية ودولية، وسط تحذيرات من خطر تقسيم البلاد جغرافياً إذا استمر الصراع دون تسوية سياسية شاملة.





