مصر وتركيا تؤكدان ضرورة تنفيذ “اتفاق شرم الشيخ” وحل الدولتين

أشاد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي ونظيره التركي هاكان فيدان، بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهوده المخلصة لإنهاء الحرب في غزة، وشددا على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في تحقيق السلام بالمنطقة.
ورحب الوزيران، اجتماعهما في العاصمة التركية أنقرة، الأربعاء، في إطار أعمال “مجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا”، التي أُنشئت بموجب الإعلان المشترك الصادر عن رئيسي البلدين خلال لقائهما في القاهرة في 14 فبراير 2024، بما تم التوصل إليه وأكّدا التزامهما بإنجازات قمة السلام بشرم الشيخ بتاريخ 13 أكتوبر 2025، وذلك في إطار الخطة الشاملة لإنهاء النزاع في غزة الصادرة في 29 سبتمبر 2025.
وأكدا دعمهما القوي للشعب الفلسطيني ودعيا إلى المشاركة الفاعلة ومساهمة المجتمع الدولي في المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، المتوقع أن تستضيفه مصر في 2025، مشيدين بقيام مصر باستضافة هذا المؤتمر المحوري.
وجددا دعمهما القوي لتخفيف معاناة قطاع غزة وقررا مواصلة تعاونهما في تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في القطاع، مؤكدين وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وشدّدا على دور السلطة الفلسطينية. كما أشادا بالإصلاحات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، والتي من شأنها تسهيل عودتها لممارسة مسؤولياتها في قطاع غزة بمجرد تهيئة الظروف المناسبة.
وشددا على ضرورة تحقيق حل الدولتين، مع قيام دولتين ديمقراطيتين وذات سيادة تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن ضمن حدودهما الآمنة والمعترف بها على أساس خطوط 1967، واعتبار القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية.
خلال الاجتماع أكد الوزيران أهمية مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه، بغض النظر عن مكانه أو من يقوم به، من خلال تطوير تعاون متسق ومنسق ومرتكز على المبادئ، ودعم الجهود الدولية الفاعلة في هذا المجال.
كما أكد عبد العاطي وفيدان، دعمهما المتبادل للشعب السوري الشقيق في سعيه لضمان التوصل الناجح إلى عملية سياسية شاملة تؤدي إلى مستقبل سلمي وآمن ومزدهر لسوريا، وأكدا أهمية توفير الاستقرار والأمن في البلاد على أساس الحفاظ على سيادة سوريا وسلامة ووحدة أراضيها، مع مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وتجلياته، وضمان ألّا تصبح الأراضي السورية مصدر تهديد لأمن واستقرار دول الجوار والمنطقة.
ودعا وزيرا خارجية مصر وتركيا المجتمع الدولي إلى تكثيف مساعداته الإنسانية ومساعدات التعافي المبكر وإعادة الإعمار من أجل تحسين ظروف المعيشة للشعب السوري على الأرض. أكدا أهمية الحفاظ على الاستقرار في القرن الإفريقي.
جدّد الوزيران المصري والتركي دعمهما الراسخ لوحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية، ولدعم الحكومة الفيدرالية في مكافحة الإرهاب، مشجعين جميع الشركاء الدوليين المعنيين على تأمين تمويل مستدام وقابل للتنبؤ لبعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار في الصومال.
أعربا عن أسفهما وقلقهما إزاء الصراع المستمر في السودان، الذي أدى إلى عواقب إنسانية مدمرة في جميع أنحاء البلاد، وجدّدا التزامهما بسيادة السودان ووحدة أراضيه والنظام العام فيه. ورحّب الجانب التركي بالجهود المبذولة من قبل مجموعة الدول الرباعية لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.
كما أكدا التزامهما وعزمهما على العمل المشترك للحفاظ على استقرار ليبيا وأمنها وسيادتها ووحدة أراضيها ووحدتها السياسية، فضلاً عن دعم الجهود الدولية في هذا الصدد، لا سيما خارطة طريق الأمم المتحدة.
كما جدّد الوزيران المصري والتركي رؤيتهما المشتركة للبحر المتوسط الشرقي كمنطقة للرخاء والاستقرار، كما أقرا بالأهمية المتزايدة للترابط الثنائي والإقليمي، وجدّدا تأكيد عزمهما على البناء على التعاون القائم وتعزيز إطلاق مشاريع جديدة في مجالي الطاقة والنقل.
وتُعد آلية “مجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا”، التي أُنشئت بموجب الإعلان المشترك الصادر عن رئيسي البلدين خلال لقائهما في القاهرة في 14 فبراير 2024، إحدى خطوات تعزيز التعاون الثنائي، حيث تهدف إلى التحضير لعقد الاجتماع المقبل لـ”مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى” بين مصر وتركيا، الذي سيترأسه زعما البلدين.
وخلال الاجتماع، بحث الوزيران سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ومتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال القمم السابقة، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ركّز الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاقها، واستعرضا حالة الاتفاقيات التي يجري التفاوض بشأنها بين الجهات المعنية في البلدين.
وخلال لقائهما الثنائي واجتماعات الوفدين، جدد الوزيران التزامهما وعزمهما على تعزيز وتطوير الزخم الإيجابي في العلاقات الثنائية بين القاهرة وأنقرة في إطار الرؤية التي حددها رئيسا البلدين. تابع عبد العاطي وفيدان تنفيذ مخرجات مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذي عقد في أنقرة في سبتمبر 2024.




