لبنان يعلن حصر أضرار الاعتداءات والمرفأ استعدادًا لإعادة الإعمار
أعلن مجلس الوزراء اللبناني، الخميس، اكتمال أعمال إحصاء الأضرار والكشوفات الميدانية الناتجة عن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة وانفجار مرفأ بيروت، في خطوة تمهّد لبدء عملية إعادة الإعمار بشكل منهجي.
جاء ذلك وفق تصريحات وزير الإعلام بول مرقص عقب انتهاء جلسة الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء نواف سلام في بيروت.
نتائج أولية لملف إعادة الإعمار
قال مرقص إن رئيس مجلس الوزراء عرض “خلاصات أولية” لعمل اللجنة الحكومية المعنية بإعادة الإعمار، مؤكّدًا شمول عملها للأضرار الناتجة عن الحرب الإسرائيلية إضافة إلى تداعيات انفجار مرفأ بيروت.
وخلّف الانفجار، الذي وقع في أغسطس/ آب 2020، أكثر من 220 قتيلًا وسبعة آلاف جريح، فيما لا تزال التحقيقات القضائية معلّقة دون كشف نهائي لأسباب الكارثة.
كما أدى الانفجار — المصنف رابع أقوى انفجار غير نووي في العالم — إلى تدمير أجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية التي تعاني أصلًا من أزمة اقتصادية حادة.
مسح الأضرار وتحديد الأولويات
أشار مرقص إلى أنّ اللجنة الحكومية أنهت أعمال المسح والكشوفات الميدانية التي نفّذتها الهيئة العليا للإغاثة ومجلس الجنوب، مؤكّدًا أن العمل سينتقل الآن إلى مرحلة الترميم، مع إعطاء الأولوية للوحدات السكنية المتضررة جزئيًا لضمان سرعة عودة الأسر إلى منازلها.
كما أشار إلى أنّ تقييم الخسائر اعتمد على تصنيف المتضررين وتحديد أولويات التعويض “وفق حجم التمويل المتاح”، في ظل تقديرات حكومية تشير إلى أن كلفة إعادة إعمار وتطوير مرفأ بيروت تتراوح بين 50 و100 مليون دولار.
إعادة بناء القرى الجنوبية بعد الحرب
أضاف مرقص أن الحكومة تعتمد مقاربة “إعادة البناء بشكل أفضل” في القرى الجنوبية التي تعرضت لدمار واسع خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتحوّلت لاحقًا إلى حرب شاملة عام 2024، وأسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح في لبنان.
ورغم التوصل إلى وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، تستمر الخروقات الإسرائيلية عبر استهدافات متفرقة حتى اليوم.
فريق تقني لمتابعة التنفيذ
وقرر مجلس الوزراء تشكيل فريق تقني متخصص لمتابعة تنفيذ خطة إعادة الإعمار، يضم ممثلين عن رئاسة الوزراء، مجلس الإنماء والإعمار، الهيئة العليا للإغاثة، مجلس الجنوب، ووزارة المهجرين.
وفي حين لم تصدر الحكومة تقديرات رسمية لحجم الخسائر الإجمالية، تشير بيانات البنك الدولي إلى أن خسائر لبنان من الحرب الإسرائيلية الأخيرة بلغت نحو 14 مليار دولار.
ولا تزال إسرائيل تحتفظ بخمس تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى محتلة منذ عقود، في استمرارٍ للتوتر الحدودي الذي يعرقل جهود الاستقرار وإعادة البناء.
