روبيو يحذّر: عنف المستوطنين قد ينسف “سلام غزة” ويشعل الضفة

بعد تكرار إدانته لتصريحات الرئيس الإسرائيلي وكبار المسؤولين العسكريين لهجمات المستوطنين الأخيرة، أصبح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من القلائل الذين ينتقدون عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة داخل إدارة ترامب.
في حديثه من مطار هاميلتون الدولي في كندا يوم الأربعاء بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، قال روبيو للصحفيين: ” أعتقد أن تصريحات رئيس إسرائيل وقائد الجيش الإسرائيلي في المنطقة اليوم كانت قوية للغاية”، وذلك في إشارة إلى كلام مسؤول في الجيش الإسرائيلي.
وتأتي إدانة روبيو للمسؤولين الإسرائيليين بعد تصريحاتهم عقب هجوم حرق متعمد نفذه عشرات المستوطنين الملثمين في قريتي بيت ليد ودير شرف بالضفة الغربية المحتلة، حتى أن المستوطنين هاجموا الجيش والشرطة الإسرائيليين الذين تم إرسالهم لوقف العنف، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح ودمرت ممتلكاتهم وأراضيهم في الهجمات.
“بالتأكيد هناك بعض القلق من امتداد الأحداث في الضفة الغربية وإحداث تأثير يمكن أن يقوض ما نقوم به في غزة، ولكن سوف نبذل كل ما في وسعنا للتأكد من عدم حدوث ذلك ” – ماركو روبيو- وزير الخارجية الأمريكي
تعليقاً على الحادث، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بأن الهجمات كانت “صادمة وخطيرة” ودعا السلطات إلى “التصرف بشكل حاسم للقضاء على هذه الظاهرة وتعزيز مقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمن الذين يحموننا ليل نهار”، فيما أدان قائد الجيش إيال زمير والمسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير اللواء آفي بلوث الهجمات، حيث وصف بلوث المستوطنين بأنهم “جماعة فوضوية” تمنع الجيش الإسرائيلي من التركيز على مكافحة الإرهاب والدفاع.
من النادر أن يدين السياسيون أو العسكريون الإسرائيليون هجمات المستوطنين، والتي تزايدت بشكل يومي تقريباً منذ 7 أكتوبر عام 2023، حيث تصدر الإدانات عادة عندما يتعرض الجنود الإسرائيليون للهجوم، ويُتهم الجيش الإسرائيلي بأنه “متواطئ” في عنف المستوطنين.
ورغم إشارة الانتقادات الرسمية إلى أن حوادث العنف هذه هامشية وأعمال فوضوية محددة، إلا أن الحقيقة هي أن الهجمات منتشرة على نطاق واسع.
وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 264 حادثة عنف من جانب المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة في أكتوبر الماضي، وهو أعلى عدد من الهجمات خلال شهر منذ بدء التسجيل في عام 2006، كما تم تسجيل حوالي 1500 هجوم للمستوطنين هذا العام وحده.
وفي الوقت الذي فرضت فيه إدارة بايدن عقوبات على عدد من المستوطنين والكيانات المرتبطة بالمستوطنات، فقد رفعت إدارة ترامب هذه العقوبات في يناير الماضي.
تقويض “خطة السلام” في غزة في تصريحه، قال روبيو أيضاً بأن الإدارة الأمريكية ستبذل كل ما في وسعها لمنع العنف في الضفة الغربية المحتلة من التأثير على اتفاق السلام في غزة، فقال: “بالتأكيد هناك بعض القلق من امتداد الأحداث في الضفة الغربية وإحداث تأثير يمكن أن يقوض ما نقوم به في غزة، ولكن سوف نبذل كل ما في وسعنا للتأكد من عدم حدوث ذلك “.
وجاءت تصريحات روبيو رداً على أحد الصحفيين الذي سأله عما إذا كانت “موجة العنف في الضفة الغربية” يمكن أن تعرض خطة السلام الحالية الجارية بين إسرائيل وغزة للخطر بعد الحرب الإسرائيلية التي استمرت أكثر من عامين على القطاع.
من جانب آخر، فقد أصدر وزراء مجموعة السبع أيضاً بياناً عاماً حول العنف في الضفة الغربية، معربين عن القلق من “تدهور الوضع الأمني”، مشيرين إلى أنه على جميع الأطراف الامتناع عن الإجراءات والتصريحات التي “قد تقوض احتمالات حل الدولتين بما في ذلك توسيع إسرائيل للمستوطنات وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وأي ضم للضفة الغربية”.
جاء في البيان: “نعرب عن إدانتنا الشديدة لتصاعد أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين، الأمر الذي يقوض الأمن والاستقرار في الضفة الغربية ويهدد آفاق السلام الدائم”.
وعلى الأرض، تواصل عنف المستوطنين، حيث أضرم المستوطنون النار في مسجد في قرية دير استيا شمال الضفة الغربية المحتلة، فضلاً عن تخريب الجدران بكتابات عنصرية، كما استخدم المستوطنون الجرافات لإقامة وتوسيع بؤرة استيطانية جديدة على جبل النجمة بقريوت





