آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بلجنة تحقيق في “إخفاقات” هجوم 7 أكتوبر
شهدت مدينة تل أبيب، مساء السبت، تظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الإسرائيليين للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية ومستقلة للنظر في ما وصفوه بـ“الإخفاقات الأمنية والسياسية” التي رافقت هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية.
وقالت صحيفة هآرتس إن الحشود تجمّعت بداية في محيط مقر وزارة الدفاع في شارع بيغن وسط تل أبيب، قبل أن تتحرك باتجاه ساحة هبيما، في إطار موجة احتجاجية جديدة تطالب بـ“تحقيق شامل” في أداء الحكومة والمؤسسة الأمنية خلال الهجوم.
من جهته، ذكر موقع تايمز أوف إسرائيل أن المظاهرات امتدت إلى مناطق أخرى، ضمن حراك متصاعد يطالب بمحاسبة المسؤولين عن “فشل الدولة”، في إشارة إلى التخبط الذي شاب تعامل الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية مع أحداث ذلك اليوم.
ونقل الموقع عن والد أحد قتلى الهجوم قوله إن تشكيل لجنة تحقيق “أمر بديهي”، مؤكدا أن ما حدث يمثل “كارثة في قلب الدولة” تستوجب كشف جميع الحقائق.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، شكّل هجوم 7 أكتوبر “فشلا أمنيا واستخباريا وعسكريا وسياسيا”، وهو ما أقرّ به مسؤولون كبار، بينهم رئيس الأركان الحالي إيال زامير، بينما اعتبرت لجنة تحقيق مدنية في مايو/أيار الماضي أن الحكومة “فشلت في حماية مواطنيها”.
ورغم الضغوط الداخلية المتزايدة، يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض تشكيل لجنة رسمية، كما يرفض تحمّل أي مسؤولية عن الفشل ويدفع باتجاه عدم إجراء انتخابات مبكرة، في ظل استقالات مسؤولين كبار قالوا إنهم يتحملون جزءا من المسؤولية.
وعقب هجوم 7 أكتوبر، شنت إسرائيل بدعم أمريكي حربًا على قطاع غزة استمرت عامين، أسفرت عن أكثر من 69 ألف قتيل ونحو 170 ألف جريح فلسطيني، إضافة إلى دمار واسع طال 90% من البنى التحتية المدنية، وفق تقديرات أممية.
وبرغم دخول اتفاق وقف لإطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بين إسرائيل وحماس، تواصل إسرائيل خرقه بشكل شبه يومي، عبر عمليات قصف وتقييد دخول الغذاء والدواء إلى القطاع.



