شائعة اغتيال حميدتي تشعل مواقع التواصل… ولا دليل رسمي يؤكد الرواية
اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي، السبت، بشائعة واسعة تزعم اغتيال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو “حميدتي”، عبر استهدافه بطائرة مسيّرة من طراز “بيرقدار”، في ظل غياب تام لأي تأكيد رسمي أو إعلامي معتمد.
وتداولت حسابات وصفحات على المنصات الرقمية الخبر بوصفه “عاجل” ومنسوب لقناة RTE، رغم أن القناة لم تنشر أي مادة بهذا الخصوص عبر موقعها الرسمي أو حساباتها الموثقة. كما لم تذكر وكالات الأنباء الدولية مثل رويترز وفرانس برس وأسوشيتد برس أي خبر مشابه.
غياب كامل للمعلومات الموثوقة
وبدأت الشائعة في الانتشار عبر منشورات مجهولة المصدر تحدثت عن “اغتيال حميدتي”، دون تحديد مكان الحادثة أو توقيتها أو الجهة التي نفذتها، لتنتشر لاحقًا على نطاق واسع مستخدمة عبارات مثيرة دون إسناد معلومات حقيقية.
هذا الغياب الواضح لأي أدلة مادية أو مصادر رسمية، دفع مراقبين إلى وصف القصة بأنها “شائعة سياسية” تستغل حالة التوتر في السودان، في إطار حرب معلومات متصاعدة بين الأطراف المتصارعة.
احتمالات خلفيات سياسية
ويرى محللون أن الزخم الاستثنائي الذي رافق الشائعة قد يشير إلى محاولة لإرباك المشهد العسكري والسياسي، خصوصًا أن اسم حميدتي يشكل محورًا أساسيًا في الصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويعتقد خبراء أن بث شائعة من هذا النوع قد يُحدث ارتباكًا داخل صفوف الدعم السريع، سواء على مستوى القيادة أو معنويات المقاتلين، إذ قد يفتح المجال أمام تنافس داخلي أو تغييرات محتملة – حتى وإن كانت غير حقيقية.
انعكاسات على الجيش السوداني
وفي المقابل، يرى البعض أن خصوم حميدتي ربما استغلوا القصة لتعزيز حالة التفاؤل داخل الجيش السوداني، خصوصًا مع استمرار المعارك العنيفة في عدد من الولايات، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في أنحاء البلاد.
لا تعليق من الأطراف السودانية
حتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم يصدر أي تصريح من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع أو أي جهة حكومية أو إقليمية يؤكد أو ينفي الواقعة، في وقت يواصل فيه السودان مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الأمنية والسياسية في تاريخه الحديث.


