اتصال مصري أمريكي لبحث تطورات الأزمة السودانية

دعت مصر إلى تنفيذ بيان الآلية الرباعية الدولية بشأن السودان بكافة بنوده، بما يشمل التوصل إلى هدنة إنسانية شاملة تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية مستدامة تنهي الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف. وجاءت الدعوة خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس، حيث تناول الجانبان تطورات الأوضاع في السودان.

حرب دامية منذ 2023 ومعاناة إنسانية متفاقمة

وتشهد البلاد حربًا دامية بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل/نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، وسط تفاقم المعاناة الإنسانية في مختلف المناطق.

هدنة أولية لـ3 أشهر وخارطة انتقالية لمدة 9 أشهر

وكانت الآلية الرباعية – التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة – قد دعت في 12 سبتمبر/أيلول الماضي إلى هدنة إنسانية أولية لمدة 3 أشهر لتمكين وصول المساعدات، تليها عملية انتقالية شاملة وشفافة تستمر 9 أشهر، وصولًا إلى حكومة مدنية تحظى بشرعية واسعة.

التأكيد المصري على وقف إطلاق النار وحفظ وحدة السودان

وأكد وزير الخارجية المصري خلال الاتصال أهمية وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لعملية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان وسيادته واستقراره، مشددًا على ضرورة تنفيذ بيان الرباعية بكامل بنوده، بما في ذلك تحقيق هدنة إنسانية شاملة تفتح الباب أمام التسوية السياسية.

موافقة من الدعم السريع ورفض من البرهان

وفي 6 نوفمبر الجاري، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على الانضمام إلى الهدنة الإنسانية المقترحة، بينما أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، رفضه التوصل إلى أي هدنة أو اتفاق سلام ما لم تتخل “الدعم السريع” عن سلاحها.

سيطرة على الفاشر ومجازر بحق المدنيين

ومنذ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2025، تسيطر قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط اتهامات بارتكاب مجازر ضد المدنيين، في وقت تتصاعد التحذيرات من مخاطر تكريس تقسيم جغرافي للبلاد. وقد أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث تجاوزات في الفاشر، معلنًا تشكيل لجان تحقيق.

اشتباكات ضارية في كردفان ونزوح واسع

كما تشهد ولايات كردفان الثلاث اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع أدت إلى موجات نزوح واسعة خلال الأيام الماضية، بينما تسيطر “الدعم السريع” على جميع ولايات دارفور الخمس باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش.

خريطة السيطرة بين الجيش والدعم السريع

يسيطر الجيش السوداني على معظم ولايات الوسط والشرق والجنوب والشمال بما فيها العاصمة الخرطوم، فيما تبسط “الدعم السريع” نفوذها على ولايات دارفور وعموم مناطق الغرب، مع استمرار المواجهات في عدة جبهات.