أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي مخططات لتقسيم قطاع غزة أو تهجير الفلسطينيين منه، مشددًا على أن حل الدولتين يبقى “الخيار الواقعي الوحيد” لتحقيق السلام في المنطقة.
وقال عبد العاطي، في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، وفق بيان أصدرته الخارجية المصرية مساء السبت، إن بلاده تواصل جهودها لتثبيت اتفاق شرم الشيخ وتنفيذ كامل بنوده المتعلقة بإحلال السلام في قطاع غزة.
وتناول الوزير المصري في حديثه الترتيبات الأمنية والمرحلة الانتقالية ما بعد وقف إطلاق النار، مؤكدًا “أهمية تمكين السلطة الفلسطينية” في القطاع خلال الفترة المقبلة.
وجدد عبد العاطي تأكيد موقف القاهرة “الرافض تمامًا لأي محاولة لتقسيم قطاع غزة أو تهجير الفلسطينيين”، معتبرًا أن الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية “ركيزة أساسية لأي حل عادل ودائم” للصراع.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التقارير الإعلامية الإسرائيلية حول مخططات محتملة لتقسيم قطاع غزة.
وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد أفادت الجمعة بأن الجيش الإسرائيلي فوجئ بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مقترح أمريكي يقضي بتقسيم القطاع إلى منطقتين: “غزة الجديدة” التي ستُدرج ضمن عمليات إعادة الإعمار، و”غزة القديمة” التي تبقى خارج ذلك.
وبحسب الصحيفة، تقع “غزة الجديدة” شرق “الخط الأصفر” الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على أن يتم الانسحاب منها لاحقًا بعد إعادة الإعمار.
وكانت الأمم المتحدة قد قدّرت حجم الدمار الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية على غزة—التي بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت لعامين قبل وقفها—بنحو 70 مليار دولار، مع تدمير 90% من البنية التحتية المدنية، وسقوط أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وأكثر من 170 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال.
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، تواصل إسرائيل خرقه يوميًا، ما يسفر عن سقوط شهداء وجرحى، في حين تؤكد حركة حماس التزامها الكامل بالاتفاق وتطالب الأطراف الدولية بإلزام إسرائيل بتنفيذه.



