العالم العربيفلسطين

نتنياهو عقبة أمام التقدم السياسي.. وتصاعد العنف وارتفاع الهجرة يغذّي أزمات إسرائيل الداخلية والخارجية

تزايدت التحليلات الصحفية العالمية التي تسلط الضوء على التعقيدات المتصاعدة داخل إسرائيل، وانعكاسها على الجهود الدبلوماسية ومسار الأمن في المنطقة، في وقت تتعمق فيه الأزمات الداخلية من عنف المستوطنين إلى موجة الهجرة المتزايدة.

فقد كشفت صحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، يشكّل العقبة الأكبر أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي يُعوَّل عليها لإحداث اختراق سياسي بعد عامين من الحرب على غزة.

وبحسب التحليل، يرى الشركاء العرب للولايات المتحدة أن نتنياهو يرفض أي تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية، ويعرقل التحركات الأميركية التي تسعى لتثبيت الاتفاق القائم وفتح مسار سياسي جديد.

كما أشارت الصحيفة إلى أن أزمة المسلحين العالقين شرق “الخط الأصفر” بين قوات الاحتلال وحركة حماس ما تزال دون حل، رغم تعهدات واشنطن.

وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن نتنياهو كسر صمته للمرة الأولى بشأن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، متعهداً باتخاذ إجراءات حازمة.

ويأتي ذلك بعد ازدياد الاعتداءات التي جذبت انتباه واشنطن ودَفعت وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى التعبير عن قلق بلاده من تداعيات هذه الهجمات على جهود السلام في غزة.

ورغم هذه الوعود، أشارت الصحيفة إلى أن تحقيقات الشرطة الإسرائيلية في اعتداءات المستوطنين انخفضت بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، مقابل استمرار الهجمات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث أُطلِق سراح ثلاثة من المشتبه فيهم في هجوم أخير بعد يوم واحد فقط من اعتقالهم.

داخلياً، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن ارتفاع كبير في نسب الهجرة من إسرائيل خلال السنوات الأربع الماضية، حيث غادر نحو 60 ألف شخص البلاد عام 2022، وارتفع العدد إلى نحو 80 ألفاً عام 2023.

ويرى علماء اجتماع أن الصراع السياسي الداخلي، والانقسام العميق، والوضع الأمني الناتج عن الحرب، كلها عوامل تدفع الإسرائيليين للبحث عن الاستقرار خارج البلاد.

ومع استمرار التعقيدات السياسية والخلافات مع واشنطن، وتزايد العنف في الضفة، وتراجع الثقة الداخلية، تبدو إسرائيل أمام مرحلة ضبابية تزداد فيها الضغوط الخارجية، بينما تتعمق الأزمات داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى