إسرائيل تتجنب التعليق على تهجير فلسطينيين إلى جنوب إفريقيا.. وتؤكد: “من يريد المغادرة فليغادر ومن يريد العودة فليعد”
امتنعت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان، الاثنين، عن التعليق المباشر على واقعة تهجير عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة إلى جنوب إفريقيا عبر مطار رامون الإسرائيلي، مكتفية بالقول إن على من يرغب في مغادرة القطاع أن يُسمح له بذلك، وإذا أراد العودة “فيجب أن يُسمح له أيضًا”.
وجاء موقف بيدروسيان خلال إيجاز صحفي، ردا على سؤال بشأن تقرير نشرته صحيفة هآرتس حول شركة إسرائيلية تشجّع الفلسطينيين على الهجرة عبر رحلات غامضة تُقلّهم من غزة إلى الخارج.
ورغم تجنبها التعليق، قالت بيدروسيان إن “الفلسطينيين الراغبين في المغادرة يجب السماح لهم بالمغادرة، وإذا أرادوا العودة فيجب السماح لهم بالعودة أيضًا”.
وكانت سلطات الحدود في جنوب إفريقيا قد أعلنت الجمعة السماح بدخول أكثر من 150 فلسطينيا وصلوا إلى مطار “أو. آر. تامبو” بعد رفض أولي، مؤكدة فتح تحقيق في ملابسات وصولهم، بينما قالت الخارجية الفلسطينية إنهم “مغرر بهم”، فيما ادعت مسؤولة إسرائيلية أن تل أبيب حصلت على موافقة دولة ثالثة لاستيعابهم دون الكشف عنها.
وكشفت هآرتس أن جمعية يديرها شخص يحمل جنسية مزدوجة (إسرائيلية ـ إستونية) تقف وراء الرحلات، وأنها واجهة لشركة استشارات مسجلة في إستونيا، وسط اتهامات بأن الفكرة تنسجم مع دعوات وزراء في الحكومة الإسرائيلية لتهجير سكان غزة خلال حرب الإبادة المستمرة منذ عامين.
وفي سياق آخر، أعلنت بيدروسيان أن “غزة ستكون منزوعة السلاح وأن حماس لا مستقبل لها في القطاع، مع بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة”، رافضة التعليق على موقف تل أبيب من مشروع القرار الأمريكي المزمع التصويت عليه في مجلس الأمن مساء الاثنين.
وأكدت بيدروسيان أن الموقف الإسرائيلي من “الدولة الفلسطينية” ثابت ولم يتغير، مشددة على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “يعارض ذلك منذ عقود”.
ويصوّت مجلس الأمن الدولي، الاثنين، على تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، والتي تشمل نشر قوات متعددة الجنسيات ورسم مسار لإقامة دولة فلسطينية، وسط ضغوط إسرائيلية لتعديل صيغة القرار وإزالة الإشارات المتعلقة بحق تقرير المصير.
وتأتي هذه التطورات في ظل اعتراف 160 دولة بدولة فلسطين حتى سبتمبر الماضي، وتصاعد الجدل الدولي حول مستقبل غزة بعد حرب الإبادة التي خلّفت أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح منذ أكتوبر 2023، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أكتوبر الماضي.
