أخبار العالمالسودانفلسطين

تحذير أممي: الجوع يتحول إلى “تهديد وجودي” للأمن الدولي.. وغزة والسودان في صدارة الكارثة

أطلقت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة تحذيراً شديد اللهجة، الاثنين، مؤكدة أن الترابط المتصاعد بين الجوع والنزاعات المسلحة بات يمثل تهديداً إستراتيجياً ووجودياً للأمن الدولي، ودعت المجتمع الدولي إلى التعامل مع الأزمة بوصفها أولوية عالمية عاجلة.

وجاءت تصريحاتها خلال جلسة نقاش مفتوحة لمجلس الأمن حول انعدام الأمن الغذائي المرتبط بالصراعات، حيث شددت على أن الحرب والجوع غالباً ما يكونان وجهين لأزمة واحدة.

أرقام صادمة

كشفت المسؤولة الأممية عن معطيات خطيرة تؤكد التلازم بين النزاعات والجوع:

  • النزاع المسلح هو المحرك الأساسي لانعدام الأمن الغذائي الحاد في 14 من أصل 16 بؤرة جوع عالمية.
  • نحو 295 مليون شخص واجهوا الجوع الحاد العام الماضي، بزيادة 14 مليوناً عن العام السابق.
  • تضاعف عدد من يعانون الجوع الكارثي إلى 1.9 مليون شخص.

وأوضحت أن الرصاص والقنابل لا تدمر البنية التحتية فحسب، بل تطيح بالأسواق والطرق والحقول، فيما يغذي الجوع موجات جديدة من العنف والنزوح وانهيار النظم الغذائية.

غزة والسودان.. الأسوأ عالمياً

أكدت أمينة محمد أن السودان يعيش أكبر أزمة جوع عالمية بفعل استمرار العنف الذي يدفع البلاد إلى حافة المجاعة، خصوصاً في دارفور وكردفان.

وفي غزة، حيث أُعلنت المجاعة رسمياً في أغسطس الماضي، قالت إن الوضع “ما يزال كارثياً”، معتبرة أن الغذاء تحول إلى سلاح عبر تكتيكات التجويع المتعمد في ظل حرب الإبادة التي انتهت باتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي.

كما أشارت إلى أن الملايين ما زالوا عالقين في الحلقة ذاتها في:

  • هايتي
  • اليمن
  • منطقة الساحل
  • جمهورية الكونغو الديمقراطية

مفارقة عالمية صارخة

لفتت نائبة الأمين العام إلى التناقض الكبير بين أولويات العالم، إذ بلغ الإنفاق العسكري العالمي 21.9 تريليون دولار خلال عقد واحد، بينما يحتاج القضاء على الجوع إلى 93 مليار دولار سنوياً فقط حتى 2030.

وأكدت أن تغير المناخ يفاقم الأزمة عبر فيضانات وجفاف يدمران المحاصيل وأراضي الرعي، مشيرة إلى أن أكثر الدول المعرضة لتغير المناخ هي ذاتها التي تشهد نزاعات مسلحة، وهو ما وصفته بأنه “ليس مصادفة”.

4 مسارات لإنقاذ الأمن الغذائي

دعت أمينة محمد المجتمع الدولي للتحرك الفوري عبر أربع ركائز:

  1. ضمان تدفق المساعدات وفرض احترام القانون الإنساني وصمود وقف إطلاق النار.
  2. تعزيز النظم الغذائية لتحويل المجتمعات من الهشاشة إلى القدرة على الصمود.
  3. اعتبار العمل المناخي جزءاً أساسياً من الأمن الغذائي والسلام.
  4. حلول سياسية تنهي النزاعات ومعالجة الأسباب الجذرية للحرب باعتبار الغذاء والزراعة عناصر إستراتيجية للأمن الدولي.

وختمت بتحذير واضح: لا يمكن بناء السلام دون تمكين الناس من إطعام أنفسهم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى