محمد بن سلمان يدعو لمسار يضمن حل الدولتين ويعلن رفع الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار

دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، إلى إيجاد مسار يضمن حل الدولتين وتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل، وكشف عن نية بلاده رفع حجم استثماراتها في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار خلال المرحلة المقبلة.
وجاءت تصريحات بن سلمان في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، ضمن زيارة رسمية تستمر 3 أيام، تُعد الأولى للعاهل السعودي إلى واشنطن منذ سبع سنوات.
الانضمام إلى “اتفاقات أبراهام” بشرط قيام دولة فلسطينية
وقال ولي العهد السعودي إن بلاده ترغب في الانضمام إلى “اتفاقات أبراهام”، لكن ضمن مسار يضمن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، باعتبار ذلك شرطًا جوهريًا لتحقيق أي تقدم سياسي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يجدد فيه مسؤولون إسرائيليون، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفضهم إقامة دولة فلسطينية رغم أنها منصوص عليها في قرارات أممية واضحة.
ومنذ عقود، تواصل إسرائيل احتلال فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
الحرب على غزة واتفاق وقف إطلاق النار
وأشار محمد بن سلمان إلى اهتمام بلاده بمرحلة السلام في قطاع غزة، مؤكدًا حرص المملكة على دعم الشعب الفلسطيني في ظل الحرب التي تعرض لها القطاع منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، قُتل أكثر من 69 ألفًا و483 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 170 ألفًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما دُمّرت 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.
وبموجب خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دخل في 10 أكتوبر الماضي اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة “حماس” وإسرائيل، غير أن الأخيرة تواصل خرقه يوميًا، ما يؤدي إلى مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين.
وقال ولي العهد السعودي إن بلاده ستناقش مع ترامب ملف إعادة إعمار غزة، مضيفًا أن الرياض تُجري مباحثات بشأن مساهمتها في إعادة الإعمار، دون تحديد مبلغ حتى الآن.
وتُقدّر تكلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 70 مليار دولار، وفق تقديرات دولية.
العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي
ووصف محمد بن سلمان علاقات بلاده مع الولايات المتحدة بأنها “وطيدة”، مؤكدًا أن اليوم يمثل محطة تاريخية في مسار العلاقات المستقبلية بين البلدين.
وأضاف أن زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن حاول تقويض العلاقات السعودية–الأمريكية، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب.
وفي الشأن الاقتصادي، اعتبر ولي العهد أن الولايات المتحدة دولة ذات اقتصاد قوي، وأن الاستثمار معها يمثل أولوية للرياض.
وأشار إلى أن السعودية تمتلك استثمارات في قطاعات متعددة داخل الولايات المتحدة، وتشجع فرص التعاون المشتركة في مجالات التكنولوجيا والحوسبة والرقائق وأشباه الموصلات.
وقال إن المملكة ستعلن خلال يوم أو يومين عن رفع استثماراتها في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى نحو تريليون دولار، في خطوة تستهدف دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الشراكات الاستراتيجية.
كما أشار إلى اتفاقات جديدة بين البلدين تشمل مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والمواد الخام والمعادن، مؤكدًا رغبة بلاده في مواجهة نقص الموظفين من خلال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.
موقف من الاتفاق مع إيران
إقليمياً، رأى ولي العهد أن وجود اتفاق مع إيران للسلام في المنطقة سيكون “أمرًا جيدًا”.
وتتهم عدة دول إيران بالسعي لامتلاك نفوذ توسعي في المنطقة والتدخل في شؤون دول عربية، فيما تؤكد طهران التزامها بسياسة حسن الجوار.
وخلال يونيو/حزيران الماضي، اندلع تصعيد عسكري كبير بين إسرائيل وإيران، تبادل خلاله الطرفان الضربات قبل أن تعلن واشنطن وقف إطلاق النار بينهما.
استقبال رسمي في البيت الأبيض
وحظي ولي العهد السعودي باستقبال رسمي واسع لدى وصوله إلى البيت الأبيض، حيث استقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأقيمت مراسم إطلاق 21 طلقة مدفعية، فيما حلّقت ست طائرات حربية فوق المقر الرئاسي احتفاءً بزيارته.
وقال التلفزيون السعودي الرسمي إن ترامب رافق بن سلمان في جولة داخل أروقة البيت الأبيض، شملت معرضًا لصور الرؤساء الأمريكيين السابقين، قبل بدء اجتماع ثنائي مغلق في المكتب البيضاوي.


