مادورو يبدي استعداده للحوار مع ترامب وسط تصاعد التوتر العسكري بين واشنطن وكاراكاس
أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استعداده التام لفتح قنوات حوار مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك عقب تصريحات الأخير التي كشف فيها عن نيته التحدث مع مادورو، في ظل أجواء متوترة تشهدها المنطقة بسبب الانتشار العسكري الأمريكي المتزايد قرب السواحل الفنزويلية.
وقال مادورو خلال برنامجه الأسبوعي على التلفزيون الرسمي، ردًا على رسالة تلقاها من قس أمريكي:
“في الولايات المتحدة، أي شخص يريد التحدث مع فنزويلا سنتحدث معه وجها لوجه دون أي مشكلة”، قبل أن يضيف محذرًا: “ما لا يمكننا السماح به هو تعرض الشعب المسيحي في فنزويلا لضربات جوية أو لمجازر”.
وجدد مادورو دعوته للحوار قائلاً:
“نعم للسلام، لا للحرب. ومن يريد الحوار سيجدنا دائمًا.”
وفي انتقاد غير مباشر لدوائر نفوذ داخل الولايات المتحدة، قال مادورو إن هناك جهات “تريد من الرئيس ترامب ارتكاب أكبر خطأ في حياته عبر التدخل عسكريا في فنزويلا”، معتبرًا أن مثل هذا القرار سيمثل “نهاية سياسية لقيادته”، على حد تعبيره.
وكان ترامب قد صرّح في المكتب البيضاوي:
“في وقت ما، سأتحدث معه”، مضيفًا أن مادورو “لم يكن جيدًا مع الولايات المتحدة”، وعند سؤاله عن إمكانية إرسال قوات إلى فنزويلا قال: “لا، لا أستبعد ذلك. لا أستبعد أي شيء.”
وتشهد العلاقات بين واشنطن وكاراكاس توترًا متصاعدًا، إذ تتهم الولايات المتحدة مادورو بقيادة “كارتل مخدرات إرهابي”، بينما تقول فنزويلا إن واشنطن تحشد قواتها قرب سواحلها لتهيئة المسرح لتدخل عسكري.
وقد عزّزت الولايات المتحدة وجودها عبر إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد – الأكبر في العالم – إلى المنطقة، إلى جانب تنفيذ نحو 20 ضربة ضد سفن تزعم واشنطن أنها تهرّب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصًا خلال الأسابيع الأخيرة.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي التصعيد العسكري المتواصل إلى دفع الأزمة الفنزويلية نحو مواجهة مفتوحة، في حال فشل المسار السياسي الذي يقول مادورو إنه مستعد للسير فيه عبر الحوار المباشر مع واشنطن.




