أدان الأردن، الأربعاء، بأشدّ العبارات، جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجنوب السوري، معتبرًا أنها تمثّل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عربية وتصعيدًا خطيرًا يزيد التوتر في المنطقة.

قالت القناة العبرية إن نتنياهو أجرى جولة ميدانية داخل المنطقة العازلة التي تسيطر عليها إسرائيل منذ نهاية العام الماضي، رفقة وزيري الدفاع يسرائيل كاتس، والخارجية جدعون ساعر، ورئيس الأركان إيال زامير، في تحرك وصفته الخارجية الأردنية بأنه اعتداء على السيادة السورية وخرق فاضح للقانون الدولي.

انتهاك واضح للسيادة السورية

وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن دخول نتنياهو وعدد من وزراء حكومته إلى الأراضي السورية يشكل “انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وخرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وتصعيدًا خطيرًا لن يسهم إلّا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة”.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، فؤاد المجالي، رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا الانتهاك الخطير، واصفًا الجولة بأنها “تصعيد استفزازي غير مقبول يمسّ بسيادة دولة عربية”.

دعوة لوقف الإجراءات الإسرائيلية واحترام الاتفاقيات الدولية

ودعا المتحدث إلى “وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها”، مشيرًا إلى أن تلك الانتهاكات تمثّل خرقًا لميثاق الأمم المتحدة والتزامات إسرائيل بموجب اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، الموقعة بعد أشهر من حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بهدف الفصل بين القوات ووقف الاشتباكات.

وجدد المجالي تأكيد وقوف الأردن وتضامنه الكامل مع سوريا، ودعم المملكة لوحدة الأراضي السورية وسلامة مواطنيها، في ضوء ما يشهده الجنوب السوري من تصعيد وتوغلات متكررة.

دعوة المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته

وطالب الأردن المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بوقف “اعتداءاتها الاستفزازية غير الشرعية على سوريا”، وإنهاء احتلال أجزاء من أراضيها، واحترام قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

تصاعد الانتهاكات في الجنوب السوري

وتصاعدت خلال الفترة الأخيرة الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب السوري، حيث يشتكي الأهالي من توغلات متكررة نحو الأراضي الزراعية وتدمير مئات الدونمات من الغابات (الدونم يساوي ألف متر مربع)، فضلًا عن اعتقال أشخاص وإقامة حواجز عسكرية وتفتيش المارة.

ورغم عدم وجود تهديد مباشر من الحكومة السورية تجاه إسرائيل، يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية متكررة داخل سوريا، أسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للقوات الحكومية.