سلام مترنح: خطة ترامب لغزة بين التعقيدات الميدانية والتجاوزات الإسرائيلية
تواجه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة اختبارا صعبا، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية واتساع الهوة بين أطراف الاتفاق، مما يهدد المرحلة الثانية من الخطة ويجعل مسار تنفيذها محفوفا بالتعقيدات والمخاطر.
فعلى الرغم من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وُثّقت انتهاكات إسرائيلية واسعة النطاق أسفرت عن أكثر من 250 شهيداً مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، دون وجود رد فعل فعّال من واشنطن، التي يفترض أنها الضامن الأساسي للاتفاق.
وقد اعتبر ترامب هذه الغارات “دفاعا عن النفس”، بينما تجاهل مسؤولون آخرون الخسائر البشرية، مشددين على أن وقف النار ما يزال قائما.
تحركات أميركية بثلاثة اتجاهات
مع بداية سريان الاتفاق، عملت واشنطن على 3 مسارات رئيسية:
- ملف الأسرى: الدفع نحو إتمام عمليات التبادل خلال 72 ساعة، مع غض الطرف عن الخروقات الإسرائيلية.
- السيطرة على تنفيذ الخطة: عبر إنشاء مركز تنسيق أمني لمراقبة الالتزام بوقف النار.
- زيارات مكثفة لإسرائيل: خوفا من عدم التزامها بالخطة ومحاولة إقناعها بالانتقال للمرحلة الثانية.
رغم هذه التحركات، ظلّ دخول المساعدات محدودا بما لا يتجاوز 100 شاحنة يوميا، أي أقل بكثير من العدد المتفق عليه وهو 600 شاحنة.
عقبات المرحلة الثانية
تتداخل عدة ملفات حساسة تجعل الانتقال للمرحلة التالية شديد التعقيد:
- قوة الاستقرار في غزة:
إسرائيل تريد التحكم الكامل في تشكيلها وتعارض مشاركة تركيا وقطر، بينما تصر دول عربية وإسلامية على تفويض من مجلس الأمن قبل المشاركة، لتحويلها إلى قوة أممية لحفظ السلام. - نزع سلاح المقاومة:
يمثل العقدة الأكبر، إذ تهدد تل أبيب باستخدام القوة، وهو ما يعني احتمال عودة الحرب. - الإدارة الانتقالية للقطاع:
خلافات بين حماس والسلطة وتدخلات إسرائيلية في الأسماء المقترحة، وسط مساعٍ مصرية لتقديم تصور توافقي.
مخاطر متصاعدة
يرى محللون أن خطة ترامب تحظى بقبول نظري واسع، لكنّ طرق التنفيذ غير واضحة، ما يجعلها “سلاما مترنحا” قابلا للانهيار في أي لحظة.
وتشير المعطيات إلى أن تجاهل إسرائيل لالتزامات وقف النار، وتهديدها المستمر بإعادة الحرب، يضع القطاع أمام مستقبل مفتوح على احتمالات صعبة، فيما تتحمل مجموعة الثماني العربية الإسلامية عبء محاولة منع انهيار الاتفاق.
ورغم أن الخطة نجحت في إيقاف الحرب المدمرة التي استمرت عامين، فإن ما تبقى منها محفوف بتحديات قد تعيد غزة إلى دائرة المواجهات مرة أخرى.






