لو فيغارو : دارمانان يطالب الإمارات بتسليم «نحو خمسة عشر» مطلوبًا في قضايا تهريب المخدرات
طالب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، خلال زيارة رسمية للإمارات العربية المتحدة، بتسليم «نحو خمسة عشر شخصًا» مطلوبين لدى السلطات الفرنسية في ملفات متعلقة بشبكات تهريب المخدرات، في خطوة يصفها مراقبون بأنها استمرار لتشديد باريس ملاحقاتها القضائية ضد شبكات الجريمة المنظمة.
وأكد دارمانان أن القائمة التي سلّمها للسلطات الإماراتية تضم أسماء أشخاص تعتبرهم فرنسا من بين «الأكثر نشاطًا وتأثيرًا» في شبكات تهريب المخدرات المرتبطة بالأراضي الفرنسية، مشيرًا إلى أن التعاون القضائي بين البلدين «يشهد تطورًا مهمًا» خلال العام الجاري.
تعاون متصاعد بين باريس وأبوظبي
وأوضح الوزير الفرنسي أن بلاده نجحت منذ مطلع العام في استعادة 14 مطلوبًا من الإمارات ممن تصفهم باريس بأنهم من «أخطر مهربي المخدرات» المرتبطين بشبكات دولية، معتبرًا أن هذا التعاون يوجّه «رسالة مباشرة» بأن الملاذ الآمن لم يعد خيارًا متاحًا أمام المتورطين في جرائم التهريب.
وأضاف أن الطلب الجديد الذي يشمل «نحو خمسة عشر» شخصًا يأتي ضمن استراتيجية أوسع لمكافحة المخدرات، تعمل من خلالها فرنسا على تفكيك شبكات تمتد من أوروبا إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
إجراءات مالية موازية
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الداخلية الفرنسية أن التعاون الأمني بين الجانبين يشمل أيضًا تجميد ممتلكات وعقارات فاخرة مرتبطة بمشتبه بهم في دبي، في إطار عمليات تتبع الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات.
وترى باريس أن تجفيف منابع التمويل يمثل خطوة أساسية في تقليص نفوذ الشبكات، إلى جانب ملاحقة قادتها في الخارج.
خلفية تتعلق بتصاعد تجارة المخدرات
وتواجه فرنسا منذ سنوات تحديات متزايدة في مواجهة شبكات تهريب الكوكايين والقنب التي تتخذ من موانئ أوروبا الغربية، خصوصًا المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، نقاط عبور رئيسية. وتشير التقارير الرسمية إلى تزايد العنف المرتبط بالمخدرات، وارتفاع معدلات الضبطيات خلال السنوات الأخيرة.
رسالة سياسية وأمنية
ويُعد طلب التسليم الأخير واحدًا من أكثر الطلبات عددًا خلال الأشهر الأخيرة، ما يعكس — بحسب مراقبين — رغبة باريس في إظهار حزم أكبر تجاه الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتعزيز التعاون الأمني مع دول الخليج في هذا الملف.وأكد دارمانان أن بلاده «ستستمر في ملاحقة كل شخص متورط في تهريب المخدرات، أينما كان»، مشددًا على أن التعاون مع الإمارات «مثال على الشراكات الأمنية التي تحتاجها أوروبا لمواجهة التهديدات المعقدة».
