أفادت وزارة الصناعة والتجارة السودانية، الخميس، بأن “قوات الدعم السريع” دمرت ألفًا و877 مصنعًا بولاية الخرطوم منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، في واحدة من أكبر الضربات التي يتعرض لها القطاع الصناعي في تاريخ البلاد الحديث.

553 مصنعًا دمرت كليًا و1267 جزئيًا

وقالت وزيرة الصناعة والتجارة محاسن علي يعقوب، في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان، إن “المليشيا المتمردة دمرت 1877 مصنعًا بولاية الخرطوم، منها 553 مصنعًا أصيب بتدمير كلي، و1267 مصنعًا بتدمير جزئي”.

وأضافت أن عمليات التدمير تركزت على البنية التحتية للمصانع، خاصة معدات وأجهزة الطاقة، في استهداف قالت إنه يهدف إلى الحيلولة دون عودة تلك المصانع للعمل بسهولة.

مسح ميداني بعد تحرير ولاية الخرطوم

وأكدت الوزيرة أن الحكومة، ممثلة في الوزارة، فرغت مؤخرًا من مسح الأضرار بعد تحرير ولاية الخرطوم، وتوصلت من خلاله إلى هذه النتائج التي وصفتها بأنها “كارثية”.

وأشارت إلى أن “العدوان الغاشم طال القطاع الصناعي بشكل كبير وممنهج”، ما أدى إلى التوقف التام للصناعة في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار.

شلال صناعي كامل واضطرار للاستيراد

ولفتت يعقوب إلى أن الحرب أصابت الحركة الصناعية في البلاد بشلل كامل، الأمر الذي اضطر السودان إلى استيراد أبسط الأشياء من الخارج، مضيفة أن ذلك أضاف “أعباء ثقيلة على الدولة” في ظل ظروف اقتصادية معقدة.

عزم حكومي على إعادة الإعمار واستعادة الطاقة الإنتاجية

وشددت الوزيرة على عزم بلادها الاستعادة الكاملة للطاقة الإنتاجية وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وأوضحت أن الوزارة بدأت بخطة إسعافية في بداية الحرب لإدارة الأزمة، واعتمدت على الولايات الآمنة لتشغيل مصانع الطحين والزيوت كخطوات عاجلة أسهمت في تخفيف الأزمة.

سيطرة الجيش على كامل ولاية الخرطوم

وفي 21 مايو/أيار 2025، أعلن الجيش السوداني السيطرة على كامل ولاية الخرطوم، مؤكدا خلوها من قوات الدعم السريع.

خريطة السيطرة الحالية في السودان

ومن أصل 18 ولاية سودانية، تسيطر قوات الدعم السريع على الولايات الخمس لإقليم دارفور غربًا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت قبضة الجيش.
في المقابل، يسيطر الجيش على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.

معاناة إنسانية متفاقمة منذ أبريل 2023

وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا.