المفوضية المصرية تصدر تقريرها حول التلوث الصناعي وانعكاساته على حقوق الإنسان
أصدرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات٬ اليوم الخميس٬ تقريرها بعنوان “التلوث الصناعي وانعكاساته على حقوق الإنسان: دراسة حالة قرية منقباد بمحافظة أسيوط”.
وقالت المفوضية في بيان إطلاق التقرير٬ إنه جاء ليكشف عن واحدة من أكثر القضايا البيئية إلحاحا في صعيد مصر، حيث تعيش قرية منقباد منذ عقود تحت وطأة التلوث الصناعي الناتج عن انبعاثات أحد مصانع الأسمدة الفوسفاتية، والذي – بحسب التقرير – يمثل مصدرا مستمرا للتلوث الهوائي والمائي في المنطقة منذ السبعينات، دون وجود تدخلات فعالة لمعالجة آثاره الصحية والبيئية والاجتماعية.
وأشار التقرير إلى أن التوسع الصناعي في المناطق الريفية دون الالتزام بمعايير حماية البيئة أو ضمان الحقوق الأساسية للسكان “أدى إلى انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان، في مقدمتها الحق في الصحة والحق في السكن اللائق والحق في بيئة نظيفة والحق في العمل وسبل العيش والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خاصة للنساء والفئات الأشد تهميشا”.
وتابعت المفوضية: “على الرغم من وضوح تأثير الانبعاثات الصناعية على سكان قرية منقباد والقرى المجاورة، فإن الاستجابة الرسمية والمجتمعية بقيت محدودة للغاية، ما تسبب في تفاقم آثار التلوث وتحوله إلى أزمة طويلة الأمد تمس حياة آلاف المواطنين”.
وأضافت المفوضية٬ أن التقرير “يوثق تدهورا ملحوظا في صحة سكان منقباد نتيجة التعرض المستمر لانبعاثات المصنع، بما في ذلك ارتفاع معدلات الأمراض التنفسية وأمراض الجلد والعين وإرهاق اقتصادي بسبب تكلفة العلاج المستمرة٬ ويؤكد أن النساء والأطفال هم الأكثر تأثرا ضمن ما يسمى بالتمييز البيئي٬ كما تسببت الانبعاثات في انخفاض جودة التربة والمحاصيل وتراجع إنتاجية الأراضي والمواسم وخسائر مالية للفلاحين مع مزاحمة غير عادلة للمحاصيل المحلية مقابل المنتجات الزراعية المستوردة”.
