السودانالعالم العربي

الجيش السوداني يقصف رتلاً للدعم السريع قرب المثلث الحدودي وتصاعد المعارك في شمال كردفان وسط تحركات دولية لوقف الحرب

قصف الجيش السوداني، اليوم الجمعة، رتلاً عسكرياً كبيراً تابعاً لقوات الدعم السريع في منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، في وقت تستعر فيه المعارك بين الطرفين بولاية شمال كردفان، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد التحركات الإقليمية والدولية لوقف النزاع المستمر منذ أكثر من عام ونصف.

وقال مصدر عسكري إن سلاح الجو السوداني دمّر أكثر من 50 عربة قتالية وعدداً من ناقلات الوقود والذخيرة التابعة للدعم السريع، مؤكداً أن الرتل المستهدف كان في طريقه من شرق ليبيا إلى الداخل السوداني عبر الحدود البرية.

وفي إقليم كردفان، تواصلت المواجهات العنيفة في محاور عدة، لاسيما قرب مدينة بارا وغرب مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.

وأعلن الجيش السوداني أنه بسط سيطرته على منطقتي جبل أبي سنون وأبي قعود، بينما قالت قوات الدعم السريع إنها حققت تقدماً في منطقتي جبل عيسى والعيارة غرب الأبيض.

ويأتي اشتعال المعارك في كردفان بعد أقل من شهر من سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر في دارفور وارتكابها مجازر بحق المدنيين، وفق تقارير أممية ومحلية.

وتتفاقم المأساة الإنسانية في السودان مع استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى، ونحو 13 مليون نازح، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً.

سياسياً، قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تتابع باهتمام التحركات الدولية الرامية لوقف الحرب، موجّهة الشكر للرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة دول الآلية الرباعية (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة).

وأكدت استعدادها للتجاوب مع المبادرات، معتبرة أن “العقبة الحقيقية أمام السلام” هي ما سمتها “العصابة المتحكمة في قرار الجيش من فلول النظام البائد”.

وجاء هذا الموقف بعد إعلان ترامب الأربعاء أنه سيبدأ تحركاً لإنهاء الحرب، عقب طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التدخل لإيقاف النزاع.

وفي سياق متصل، رفض تحالف “تأسيس” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” قرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو، نائب قائد الدعم السريع، على خلفية انتهاكات في الفاشر.

وقال التحالف إن الاتحاد الأوروبي أصدر أحكامه قبل بدء لجنة تقصي الحقائق الأممية أعمالها، مشيراً إلى وجود شخصيات مطلوبة للجنائية الدولية تتحرك “بحرية” في مناطق سيطرة الجيش.

وتبقى الآمال معلقة على تحركات الرباعية والمجتمع الدولي لفرض هدنة إنسانية، بعدما أخفقت كل المحاولات السابقة في وضع حد للقتال الذي يهدد بتفكيك البلاد بالكامل.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى