العالم العربي

تصريحات متوازية في ذكرى الاستقلال: الرئيس اللبناني يشدد على صمود الجيش.. وحزب الله يحذر من الإملاءات الخارجية

في خضمّ التوترات المتصاعدة على الحدود الجنوبية، وجّه الرئيس اللبناني جوزيف عون رسائل حازمة خلال تفقده مقر الجيش في مدينة صور بمناسبة الذكرى الـ82 للاستقلال، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية باقية فوق حملات “التجريح والتشكيك والتحريض”، فيما دعا حزب الله إلى التمسك بعناصر قوة لبنان ورفض أي إملاءات خارجية.

الرئيس: الجيش ثابت رغم الضغوط

وخلال جولته في الجنوب، شدد الرئيس عون على أن الجيش “ثابت في مواقفه والتزامه الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة والاستقلال”، مضيفًا أن محاولات النيل من المؤسسة العسكرية “لن تؤثر في مسارها الوطني ولا في دورها المركزي في حماية اللبنانيين”.

قيادة الجيش: الاعتداءات الإسرائيلية تعطل الانتشار

من جهته، أكد قائد الجيش رودولف هيكل أنّ القوات المسلحة تبذل جهودًا كبيرة منذ بدء اتفاق وقف الأعمال العدائية لتعزيز انتشارها جنوب نهر الليطاني تنفيذًا للقرار 1701، لكن “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة تحول دون ذلك”.

وأشار هيكل إلى أن الوضع الاستثنائي الذي يعيشه لبنان “يتطلب أعلى درجات الحكمة والحزم” للحفاظ على الأمن الداخلي والمصلحة الوطنية، معتبرًا أن البلاد تمرّ بـ“مرحلة مصيرية” في ظل استمرار الاعتداءات.

حزب الله: لا تفريط بعناصر القوة

وفي بيان بمناسبة ذكرى الاستقلال، قال حزب الله إن لبنان ما زال “عرضة للعدوان الإسرائيلي والحصار الأميركي”، وإن المرحلة تستوجب “التمسك بعناصر قوة لبنان وعدم التفريط بها”، في إشارة مباشرة إلى سلاح المقاومة.

ودعا الحزب إلى الضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 “كاملًا”، مؤكدًا رفضه لأي محاولات خارجية للتأثير على القرار الوطني أو فرض شروط سياسية.

خلفية التوتر

يسري وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لكن الاحتلال يواصل تنفيذ غارات وتوغلات شبه يومية في الجنوب، مما يعرقل انتشار الجيش اللبناني ويثير مخاوف من تجدد المواجهة.

وكانت الحكومة اللبنانية قد تبنّت في أغسطس/آب الماضي ورقة أميركية لتثبيت وقف إطلاق النار تتضمن جدولًا لنزع سلاح حزب الله جنوبًا، خطوة رفضها الحزب محذرًا من أنها قد تشعل حربًا داخلية.

خلاصة المشهد

بين رسائل الرئيس الداعمة للمؤسسة العسكرية، ومواقف حزب الله الرافضة لأي ضغوط خارجية، يبدو أن لبنان يقف أمام مرحلة دقيقة تتداخل فيها الحسابات الأمنية بالسياسية، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية وغياب اتفاق وطني جامع حول مستقبل الجنوب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى