جنوب إفريقيا تُزعج إدارة ترامب بمواقفها الخارجية… وأستاذ علوم سياسية يوضح الأسباب
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جنوب إفريقيا ديرك كوتزه إن سياسة بلاده الخارجية، ولا سيما موقفها من القضية الفلسطينية، تثير انزعاجا واضحا لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدا أن واشنطن لا ترغب في التحرك وفق المسار الذي تقوده دول الجنوب العالمي.
وعلى هامش احتضان جنوب إفريقيا لأول قمة لمجموعة العشرين تُعقد على أراضي القارة الإفريقية، أوضح كوتزه أن بلاده أصبحت رابع دولة من دول الجنوب تتولى رئاسة المجموعة بعد إندونيسيا والهند والبرازيل، وهو ما يعزز حضور قضايا التنمية والاستدامة والمناخ والمساواة على الأجندة الدولية “بشكل غير مسبوق”.
وأشار الأكاديمي إلى أن إدارة ترامب “منزعجة” بشكل خاص من ملف القضية الفلسطينية ودور جنوب إفريقيا في مقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بعدما اتهمتها بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948.
وكانت المحكمة قد ألزمت إسرائيل في يناير/كانون الثاني 2024 باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة في غزة، رافضة طلب تل أبيب وقف الدعوى.
وأضاف كوتزه أن واشنطن تسعى لمعاقبة جنوب إفريقيا لأنها “تتحرك وفق خطها الخاص” رغم الضغوط، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحاول فرض شروط اقتصادية تتعلق باستيراد المعادن النادرة والكروم من بلاده.
ويأتي الموقف الأميركي المتوتر بالتزامن مع إعلان ترامب عدم حضوره القمة، مبررًا ذلك بما وصفه “أحداث عنف تستهدف البيض” في جنوب إفريقيا.
في المقابل، تسعى بريتوريا لتسليط الضوء على ملفات محورية لدول الجنوب، مثل تخفيف أعباء الديون، وزيادة الوصول إلى الاستثمارات التنموية، وضمان استفادة الدول المنتجة من القيمة الاقتصادية للمعادن الحيوية.
وتكتسب القمة أهمية مضاعفة هذا العام، مع مشاركة الاتحاد الإفريقي لأول مرة كعضو دائم في مجموعة العشرين، في خطوة وصفت بأنها “تاريخية” لتعزيز صوت القارة في النظام الاقتصادي العالمي.
