
أحمدُ الله على سلامتك، وعلى عودتك إلى بيتك وقلبك وفنك، كما عرفناك دائمًا: ثابتًا، قويًا، ممتلئًا بمحبة لا تنضب، وصدقٍ يكفي لهزيمة الوعكة والعودة واقفًا كما يقف الكبار.
مرت الأيام الماضية كاختبارٍ للقلوب قبل الأجساد، واختبارٍ لمحبة الناس قبل محنة المرض، وخرجتَ منهما كما يخرج النبلاء: أقوى حضورًا، وأقرب إلى قلوب محبيك، وأوضح في قيمك ومسيرتك.
اليوم تكتمل فرحتنا بلحظتين متجاورتين:
سلامتك التي نحتفل بها بامتنانٍ صادق، ولحظة إزاحة الستار عن تمثالك النصفي في المركز الثقافي المصري بإسطنبول.
تمثال لا يخلّد ملامحك فحسب، بل يخلّد قيمة رجلٍ عاش الفن كرسالة، وجعل الأخلاق قانونًا، وحمل الإنسان في قلبه قبل خشبة المسرح.
يا محمد صبحي…
وجودك بين رموز مصر في هذا الجناح ليس تكريمًا عابرًا، بل شهادة محبة من جمهورٍ يعرف أنك كنت جزءًا من وعيه، وأحد الذين علّموا أجيالًا أن الفن يمكن أن يكون شريفًا، وأن الفنان يمكن أن يكون قدوة، وأن الصدق — مهما تأخر — هو الطريق الوحيد الذي لا يُهزم.
سلامتك فرحةٌ لنا جميعًا، وتمثالك شهادةٌ لك، ومسيرتك صفحةٌ مضيئة في سجلّ الفن المصري والعربي.
دمت بخير… ودامت مصر فخورة بك، كما كنتَ دائمًا فخورًا برسالتك وفنك.






