سعد زغلول يحكي التاريخ عبر تمثال افتراضي في معرض وجوه لا تغيب

أنا سعد زغلول…
ولدت سنة 1858، ورحلتُ عن الدنيا في أغسطس 1927، لكن صوتي لم يرحل، وإرادتي لم تنطفئ.
سرت بينكم كما تسري النار في الهشيم، توقظ أمة نامت طويلًا، وتستعيد مصر التي كانت تبحث عن نفسها في قرنٍ مضطربٍ يصبر عليه الجميع.
شاركتُ مصر صداها، وكنت جزءًا من حكايتها في ثورتها الأمّ… ثورة 1919، الثورة التي قالت للعالم كله:
إن الأمة فوق الحاكم… وإن الحق فوق القوة.
وها أنا اليوم، من قلب هذا المعرض، أعرّفكم بوجوه صنعت الفجر قبل أن يظهر ضوءه…
وجوه لا تغيب، لأن الحق لا يغيب.
أقف إجلالًا لأستاذي أحمد عرابي… ذلك الفلاح الجسور الذي وقف أمام الخديوي رافعًا سيف الكرامة وقائلًا عبارته التي كسرت الصمت:
«لقد خلقنا الله أحرارًا»
كلمة حرّكت جيلًا كاملًا.
ثم تلميذي النجيب مصطفى النحاس، الذي حمل الراية من بعدي، وحمل معها جراح الأمة وأحلامها.
ثم جاء فؤاد سراج الدين باشا، الذي أعاد الروح إلى الوفد بعد ثلاثين عامًا من الظلم والقهر.
ومن وجوه التنوير…
طه حسين، وسوزان، وعلي مبارك، ومحمود باشا الفلكي، وطلعت حرب، ومصطفى كامل…
وحامل لواء الاستقلال، الذي جعل من الكلمة سيفًا ومن الوعي طريقًا.
ومدرسة العين والعقل…
رفاعة رافع الطهطاوي،
وإلى الأمام العالم المجدد محمد عبده، الذي علّمني أن الحرية لا تعادي الدين… وأن الدين لا يخاف من نور القلوب.
وفي الفن يتردد الزمن الجميل…
سيد درويش صانع لحن الثورة،
ومحمد عبد الوهاب موسيقار الحداثة،
وأم كلثوم التي حملت مصر في صوتها كما حملها زمانها.
أما التاريخ… فالقلب نبضه، والوثائق حافظته.
نقف اليوم أمام عهد الملك فؤاد والملك فاروق الأول… لا تمجيدًا، بل إنصافًا؛
فالتاريخ لا يُمحى، والأمم التي تنسى… تُمحى.
وأقولها كما قلتها يومًا:
الحق فوق القوة… والأمة فوق الحكومة.
وما ضاع حقٌّ ما دام خلفه شعبٌ يقول:
لن نختفي حتى يغيب الباطل.
فكل شريعة تُبنى على فساد الأخلاق…
هي شريعة باطلة.
إذا رغبت، أعدّه لك:
✨ بصوت أكثر درامية
✨ أو بنبرة سياسية أقوى
✨ أو كسكريبت فيديو 60 ثانية
✨ أو كخطاب يُلقى أمام الجمهور بتأثيرات صوتية






