فلسطينملفات وتقارير

زيارة توني بلير لرام الله تربطها ترتيبات “اليوم التالي لغزة” وخطة أمريكية موازية… وخبراء: محاولة لاستكشاف دور السلطة في القوة الدولية

رأى خبيران فلسطينيان، الاثنين، أن الزيارة غير المعلنة التي أجراها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى رام الله، ترتبط مباشرة بترتيبات “اليوم التالي” في قطاع غزة، وبالقرار الأممي الخاص بإنشاء قوة دولية، فضلًا عن دور محتمل للسلطة الفلسطينية ضمن “خطة ظل” أمريكية تُصاغ بعيدًا عن العلن.

وجاءت زيارة بلير بعد لقائه نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، بحضور ممثل عن الحكومة الأمريكية، حيث بحث الطرفان تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية عقب تبنّي مجلس الأمن القرار رقم 2803 بشأن إنشاء قوة دولية مؤقتة في القطاع حتى نهاية 2027.

وقال الشيخ عبر منصة “إكس” إنه ناقش مع بلير “آخر التطورات المتعلقة بمرحلة اليوم التالي في غزة”، إلى جانب قضايا تخص الضفة الغربية، والمتطلبات الأساسية لتحقيق حق تقرير المصير والدولة الفلسطينية.

ترتيبات مستقبلية ودور للسلطة

مدير مركز القدس بجامعة القدس أحمد رفيق عوض اعتبر أن مباحثات بلير “مرتبطة مباشرة بالقرار الأممي الخاص بغزة”، وأن السلطة الفلسطينية “مطالبة بدور واضح في القطاع يتطلب إصلاحات ستكون على مدار 3 سنوات”.

وأوضح أن السلطة بدأت فعلًا خطوات مبكرة، منها تشكيل لجنة خبراء لقطاع غزة، ما يشير إلى “استعدادها للمهام المتوقعة”.

وأضاف أن لقاءات بلير تهدف إلى “تأسيس هذا الدور وتحديد حدوده”، مشيرًا إلى أن بلير “يستقصي مدى جاهزية السلطة لتكون عامل بناء في الترتيبات المقبلة”.

كما رجّح عوض أن يكون بلير “الشخصية المؤثرة” في مجلس الأمن إذا شُكّلت القوة الدولية المقترحة لغزة، وأن زيارته “استكشافية” في ظل الرفض الإسرائيلي لأي دور للسلطة في القطاع.

وحذّر من أن “أي ترتيبات لا تحظى بقبول فلسطيني قد تنهار”، لأن الأطراف الدولية “لن تدعم أي خطة يرفضها الفلسطينيون”.

“خطة ظل” أمريكية… وبلير واجهتها

من جهته، قال مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات إن زيارة بلير “تؤكد وجود خطة أمريكية موازية” تتعلق بمستقبل غزة، تعمل عليها واشنطن بصمت إلى جانب خطة ترامب العلنية ذات البنود الـ20.

وأوضح أن الخطة غير المعلنة “تتضمن تصورات اقتصادية واستثمارية واضحة”، ويقودها بلير بمشاركة شخصيات أمريكية أبرزها جاريد كوشنر.

واعتبر أن زيارات كوشنر المتكررة إلى تل أبيب والمستوطنات المحاذية لغزة “تدل على إشراف مباشر على مشروع تحويل غزة إلى ما يسمى ريفيرا غزة”.

وأضاف أن بلير يسعى للحصول على “قبول رسمي من السلطة الفلسطينية”، لأن أي مسار دولي لإدارة غزة “لن يكون قابلًا للتنفيذ دون موافقة فلسطينية”.

وأشار بشارات إلى أن بلير يحاول “الالتفاف على مواقف عربية” ترفض إدارة غير فلسطينية للقطاع، خاصة من مصر وقطر، إضافة إلى رفض فصائل المقاومة.

مرحلة غامضة قبل بدء التنفيذ

وأوضح بشارات أن واشنطن “لم تحسم بعد شكل المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب”، وأن بلير يعمل على جمع رؤى الأطراف المختلفة “استعدادًا لبلورة تصور نهائي”.

وأوضح أن تنفيذ المرحلة الثانية ما يزال مؤجلًا ريثما تتضح التفاهمات، خاصة في ظل تعقيدات سياسية وميدانية متزايدة.

خلفية: عامان من الإبادة والحرب

وتأتي هذه التطورات بعد وقف إطلاق النار الذي أنهى حربًا دامية استمرت عامين منذ 8 أكتوبر 2023، خلّفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف جريح، إضافة إلى دمار هائل طال 90% من البنية التحتية المدنية في غزة.

تحرير المقال
المزيد

اترك تعليقاً

مُسجل دخول باسم mohamed hassan. تحرير ملفك الشخصي. تسجيل الخروج؟ الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى