مقالات وآراء

د. أيمن نور يكتب: من قلب الغربة.. حكاية فريق صنع ذاكرةً مصرية جديدة في إسطنبول

لدي اليوم شعور غامض يشبه الامتنان أحيانًا ويشبه نسمةً خفيفة تعود من مكانٍ بعيد، فتفتح في القلب نافذة … وتعيد ترتيب الضوء في الروح كما لو أن الإنسان يرى نفسه ومن هم حوله لأول مرة.

كاذب من يقول ان الشكر مجرد كلماتٍ تُقال، بل هو لحظةٌ يتجلّى فيها أثر البشر في حياتنا، فيغدو القول ضرورة، والاعتراف واجبًا، والكتابة نوعًا من ردّ الجميل لمن حملوا معنا حلمًا أثقل من الأيام، وأجمل من التعب.

هذا المركز الثقافي المصري في إسطنبول لم يُبنَ من موادّ وخامات جامدة الفيبر الذي منح الفكرة جسدها، والزجاج الذي سمح للروح أن ترى نفسها، و الخشب الذي احتفظ بلمسة اليد وبصمة القلب.

بل بني بالحب اولا واخيراً

لم نكن ندشّن جدرانًا، بل كنّا نعيد ترتيب جزء من ذاكرة مصر خارج حدودها، ونمنح الضوء وطنًا إضافيًا يقيم فيه.

تشكيل بشري رائع يقف فيه هشام إسماعيل بصمت المجتهد لا ضجيج المدير؛ رجلٌ اسقط رهان البعض ،فأصبح قليل الكلام، كثير الصبر، يعرف أن القيمة في التفاصيل لا في العناوين،

وأن المدير الناجح يمشي جوار فريقه لا أمامه.

ثم يأتي العقل الذي لا يُرى، لكنه يُحسّ في كل زاوية: إدارة الذكاء الاصطناعي بقيادة عمر الشال —

وأسماء ومحمود وندا احمد هو مهندسون يحوّلون الأفكار إلى واقع ناطق، يمنح التماثيل ذاكرة، والبرديات روحًا، ويجعل التاريخ ينهض من سكونه ليحكي.

ويعمل فريق التشغيل بقيادة عميد كلية الأخلاق الحميده إبراهيم الغمري — ابني الذي يجعل الكاميرا كائنًا حيًا، ويمنح الأجهزة نبضها، ويحوّل الفوضى التقنية إلى انسجام.

ومعه نائبيه ضياء ملوحي ومهندس مدحت

والمصورين المبدعين حزيفه وقطب وابني المشاغب محمد علي

وتقف خلفه الإدارة الهندسية بقيادة هاني البنّا — المهندسٌ الخلوق الذي يعرف أسرار الأنظمة التقنية الرفيعة، ويجمع بين الدقّة والرؤية، ويصوغ بنية المركز كما تُصاغ في أهم المتاحف الحديثة.

وبعدهما يأتي الضوء… ذلك الكائن السري السحري الذي يصنع الدهشة والسكينة معًا.

هنا، يقف عبد الغني — الاسم الذي يجب أن يُذكر مرتين — لأنه لا يتعامل مع الإضاءة بوصفها أدوات، بل بوصفها فنًا متحفيًا يحفظ الظلال ويكشف المعنى.

ويعاونه أنس — عين حادة تعرف أين يجب أن يستقر الضوء — ويد صابرة تعرف كيف توازن بين الشدة والنعومة لتكتمل الحكاية البصرية.

ثم يأتي ملك الخشب… روح الديكور وقائد مسرح العرض.

صديقي جمال حزيمة — الاسم الثاني الذي يستحق أن يُذكر مرتين — لأنه لا يبني الديكور بل يصوغه كقصة، يصنع للخشب ذاكرة، ويحوّل المساحات إلى أماكن لها شخصية.

ومعه أحمد عبد الحميد — صاحب اللمسة التي تُهندس الجمال بالذهب وٌصّآحًبً آلَفُضلَ فُيَ کْتٌآبًهّ هّذِهّ آلَسِطِوٌر تٌعٌلَيَقُ عٌلَيَ رسِآلَهّ وٌضعٌهّآ آلَيَوٌمً عٌلَيَ جّروٌبً آلَمۣۗـۙركۣۗـۙڗآلَثۣۗـۙقۣۗـۙآفۣۗـۙيۣۗہ آلَمۣۗـۙصۣۗـۙريۣۗہ بۣۗـۙآسۣۗـۙطۣۗـۙنۣۗـۙبۣۗـۙوُلَ— و#خالد_السوداني —تۣۗـۙلَكۣۗـۙ آلَيدٌ هادئة تمنح الأركان روحًا إضافية وتوزع الخير والحب علي الجميع بصمت.

وفي القلب الإداري، يعمل رفيق عمري هيثم — المدير الإداري — الذي يجمع شتات التفاصيل، ويصنع من اليوم الطويل نظامًا رصينًا، ويضمن أن الرحلة تسير بلا ضجيج وبلا تعثّر.

وعلى جبهة الإعلام، وفي المقدمه يقف صديقي الحبيب مسعد البربري — عينٌ صحفية مخلصة

تحفظ للحدث صدقه — وصاحب رؤية

ومعه ابني العزيز نادر فتوح

‏مدير البرامج الذي ارسل له ورده حب وأدعو له بسرعة الشفاء والتعافي من جراحة يجريها اليوم

ومعه مدير موقع اخبار الغد

الاخ العزيز المجتهد دائما محمدين برغوث — الذي يصنع من الصورة رسالة لا مجرد لقطة.

فيرسم الإيقاع السمعي والبصري كأنه يعزف على أوتار من ضوء.

وتتحرك عجلة العمل عبر فهمي السباعي — الذي يعرف رحله كل قطعة

بعد الثانية ظهرا للثانية صباحا وذيب جليد الغربة بفعل قيادة سريعة لعربة الترجمه

— ومصطفي محمد وأحمد السيد — الذي يجعل الخدمات المساندة سندًا حقيقيًا للمكان — والسيدة العزيزه الاصيله أصلي أوزهان — التي تبني الجسور الإنسانية بابتسامة تتجاوز اللغات.

وفي معرض فاعليه

الصوت والضوء، يقف أحمد العربي — صوتٌ من طراز عربي أصيل — ومعه المخلصه دوما ابنتي فيروز حليم — نبرة تجمع الإحساس بالدقة — ليجعلا معا التاريخ يتكلم بصوتٍ حيّ يسمعه الزائر كما يسمع الاعتراف الأول.

ولكن وسط هذا كله… وسط الفيبر والزجاج والخشب، وسط الضوء والدهشة والإيقاع… هناك نورٌ آخر لا يشبه أحدًا: دعاء حسن.

امرأة، حين يُذكر اسمها، يجب أن يهدأ الكلام احترامًا لما فعله حضورها.

فالغربةٌ الطويلة علّمتني أن الأقدار لا تضع الناس في طريقنا عبثًا، بل ترسلهم لحظة نكاد نفقد اتزاننا. وكانت دعاء هي اليد التي امتدت حين ضاق الطريق، والوطن الذي عاد إليّ على هيئة امرأة تمشي جواري لا خلفي.

كانت ترى في عبد الغني “صاحب الضوء الذي يكتمل به المشهد”، وترى في صديقي جمال حزيمة “روح الخشب الذي يحمي المكان”، وفي عمر الشال “العقل الذي يصنع للحلم لغة”، وفي إبراهيم الغمري “نبض الصدق التقني”،وفي هاني البنّا “الهندسة والخلق الرفيعة”، وفي أنس “الدقة المتناهية”، وفي مدحت “العمل خلف ستار يحمل الجمال”، وفي هيثم “الحكمة الهادئة”،ووفاء الدهر وفي مسعد البربري “لغة وحضور المشهد والثقة ”، وفي محمدين برغوث “القوي الصادقة”، وفي نادر “إيقاع الفكرة ووفاء الصدي ”، وفي فهمي السباعي “اخلاص الإنسان”، وفي أحمد السيد “الجسر الخفي للعمل”، وفي أصلي أوزهان “روح الصداقه”،وفي وحيد صمام الامان وفي اسراء لمسه الفنان وفي أحمد العربي “الصوت الذي يحمل الرسالة”، وفي فيروز حليم “الرقة المؤثرة والوفاء ذو الوجه الواحد”، وفي أحمد عبد الحميد وخالد السوداني “اللمسة التي تُظهر روح المكان”.

ومع ذلك كله… لم تُشعرني دعاء يومًا بما تحمّلته.

عام كامل من الأعباء فوق الطاقه ماليا، ونفسيا، وبدنيا…

عام كامل من السهر، والصمت، والاحتمال…

كانت تحمل أثقل ما في الطريق، وتُظهر أخفّ ما في الوجه.

أحببتها …اكثر.

حبّ ينمو في التعب، ويثبت في السفر، ويتقاسم الخبز والقلق والأمل، ويعيد للإنسان نفسه.

وكلما التفتُّ إلى السنوات الأخيرة، أدركتُ أنني لم أمتلك شيئًا جميلًا…

بل امتلكتُ الأجمل أصلًا.

امرأة لا تضع يدها فوق يدي، بل تضع العالم فوق كتفها لتخفّفه عن كتفي.

يا احبائي

وزملائي

نعم. انتهى الافتتاح… لكن الذي بدأ الآن هو الرحلة.

رحلة المعنى، ورحلة الضوء، ورحلة العمل الذي يليق بنا وبالمركز الثقافي و باسم مصر… رحلة صنعها الجميع، لكنها لم تكن تبدا او تكتمل لولا فضل الله وكرمه وستره

فالشكر والحمد لله أولا واخيرا

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى