وزير إعلام بورتسودان يهاجم إعلان الدعم السريع للهدنة: “مناورة سياسية مكشوفة” والواقع يكذبها
هاجم وزير الإعلام في حكومة بورتسودان خالد الإعيسر، اليوم الثلاثاء، إعلان قوات الدعم السريع عن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، واصفًا إياها بأنها “مناورة سياسية مكشوفة” لا تعكس واقع الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قواتها في مختلف أنحاء السودان.
وقال الإعيسر إن “الميليشيا التي تجردت من كل قيمة إنسانية حاصرت المدنيين، وجوّعتهم، وقصفتهم بالطائرات المسيّرة، وارتكبت جرائم مروعة في الفاشر وبارا وغيرها”، معتبرًا أن الحديث عن هدنة إنسانية “لا يمكن أخذه على محمل الجد أو الصدق”.
وأشار الوزير إلى أن تصريحات قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ليست سوى “محاولة لخداع المجتمع الدولي وتلميع صورة شوهتها الحقائق الدامغة”، مؤكدًا أن التجارب السابقة أظهرت أن الجيش التزم بالاتفاقات بينما استغلت الميليشيا الهدن لتمرير السلاح وتعزيز قواتها.
وأضاف: “من يمارس القتل والحصار والاغتصاب لا يمكن أن يصنع السلام، ومن ينقض العهود لا يُوثق بوعوده”، داعيًا المجتمع الدولي إلى إدراك طبيعة هذه “المناورة” وتقديم معاناة الشعب السوداني على أي حسابات أخرى.
وشدد الإعيسر على ضرورة الضغط على الدعم السريع لتنفيذ خارطة الطريق المودعة لدى الأمم المتحدة، التي قدّمها رئيس مجلس السيادة الانتقالي، باعتبارها الحل الأمثل للوصول إلى هدنة دائمة وإنهاء الحرب.
وجاء هجوم حكومة بورتسودان بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع هدنة من طرف واحد، تزامنًا مع رفض قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مقترح الوساطة الدولية المقدم من المجموعة الرباعية، واعتباره “أسوأ ورقة” لأنها –بحسب قوله– تلغي وجود القوات المسلحة وتُبقي على الميليشيا المتمردة.
وتعيش السودان منذ أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش والدعم السريع أسفرت عن آلاف القتلى وأكثر من 13 مليون نازح، وسط تعثر المبادرات الدولية الرامية لوقف القتال.
