العالم العربي

عام على اتفاق وقف النار.. إسرائيل تكثّف خروقاتها ولبنان يتحرك دبلوماسياً مع تصاعد الاغتيالات والاحتلال في الجنوب

بعد عام كامل على دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يجد الاتفاق نفسه على حافة الانهيار، مع استمرار إسرائيل في خرق بنوده بآلاف الانتهاكات الجوية والبرية، في وقت يلتزم “حزب الله” –وفق مراقبين– ببنود الاتفاق ويسلّم عشرات المستودعات ويعيد انتشاره شمال الليطاني.

قصف يومي واغتيالات تمتد إلى بيروت

على مدار السنة الماضية، نفّذت إسرائيل مئات الغارات والهجمات بالطائرات الحربية والمسيّرات، مستهدفة سيارات ودراجات نارية ومنازل وبنى تحتية في الجنوب والبقاع وحتى الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث اغتالت قبل أيام القيادي الثاني في “حزب الله” هيثم الطبطبائي وأربعة مسؤولين آخرين.

وبحسب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، ارتكبت إسرائيل 7500 خرق جوي و 2500 خرق بري منذ بدء وقف النار، وسط مقتل 331 لبنانياً وإصابة 945 آخرين وفق وزارة الصحة.

وتوازياً مع التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يتصرّف في لبنان كما يفعل في الضفة الغربية، مؤكداً تنفيذه 1200 عملية اقتحام و 175 عملية اغتيال داخل الأراضي اللبنانية.

بيروت تسعى للتفاوض.. وتل أبيب ترفض

الرئيس اللبناني جوزاف عون أعلن استعداد لبنان للتفاوض عبر وساطة أمريكية لتثبيت الاتفاق ووقف الاعتداءات، لكن إسرائيل –بحسب بيروت– رفضت الانخراط في أي مسار تفاوضي.

رئيس الحكومة نواف سلام أكد لاحقاً أن تل أبيب تواصل احتلال خمس تلال لبنانية خلافاً للاتفاق، وهي:

  • اللبونة
  • العزية
  • جبل بلاط
  • البلاط
  • العويضة

كما اتهم سلام إسرائيل بعدم الالتزام بوقف النار، قائلاً إن لبنان يواجه “حرب استنزاف”.

حصر السلاح.. قرار حكومي ورفض من حزب الله

في 5 أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني خطة لحصر السلاح بيد الدولة وتنفيذها قبل نهاية 2025.
لكن “حزب الله” –عبر أمينه العام بالوكالة نعيم قاسم– أكد رفضه تسليم السلاح قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وتسبب هذا الملف بضغوط أمريكية ودولية متزايدة، بينها إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن.

انتشار الجيش يتعثر

رغم إرسال أكثر من 9 آلاف جندي جنوب الليطاني، وتخطيط لبنان لرفع العدد إلى 10 آلاف، فإن الهجمات الإسرائيلية تعرقل استكمال الانتشار، إذ أعلن الجيش اللبناني في نوفمبر الجاري إرسال 5 آلاف جندي إضافي.

وبالتوازي، تتهم بيروت إسرائيل بعرقلة عمل “اليونيفيل”، بعد استهداف جنود أمميين في 16 نوفمبر و26 أكتوبر داخل لبنان.

لجنة دولية لمراقبة الاتفاق

تُشرف لجنة دولية تضم اليونيفيل ولبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا على متابعة تنفيذ الاتفاق، لكن بيروت تؤكد أن تل أبيب لا تلتزم به.

ودعا رئيس البرلمان نبيه بري اللجنة إلى “إلزام إسرائيل بوقف عدوانها”، خاصة بعد قيام تل أبيب ببناء جدارين إسمنتيين داخل الأراضي اللبنانية في أكتوبر ونوفمبر 2025.

أزمة نازحين ومزارعين محاصرين

عام كامل مرّ وما زال عشرات الآلاف من سكان الجنوب يعيشون خارج قراهم، بينما يجد المزارعون صعوبة في الوصول إلى أراضيهم وسط تهديدات متواصلة، وغارات تعيق الحياة الزراعية والاقتصادية.

اتفاق على الحافة

مع اغتيال الطبطبائي، وتصاعد الهجمات في صور والنبطية والبقاع، تتزايد مؤشرات العاصفة المقبلة.

بين التزام لبناني، ورفض إسرائيلي للانسحاب أو التفاوض، يعود اتفاق وقف النار إلى دائرة الخطر، فيما تستمر بيروت في الرهان على الوساطة الدولية لمنع انزلاق الجنوب إلى حرب جديدة قد تكون أشد من سابقاتها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى