أخبار العالم

تراجع جديد في لهجة ترامب تجاه مهلة السلام لأوكرانيا… ومفاوضات معقدة تقترب من “المربّع الأخير”

تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، عن الموعد النهائي الذي كان قد حدده سابقا أمام أوكرانيا للموافقة على خطة السلام المدعومة أمريكياً، مؤكداً أن “الملف لا يرتبط بموعد زمني صارم”، وأن “الموعد الحقيقي هو لحظة إنجاز الاتفاق”.

هذا التحول في خطاب ترامب يعكس –وفق مراقبين– محاولة لالتفاف سياسي يضمن استمرار الضغط على موسكو وكييف دون خسارة الزخم الذي صنعته الإدارة الأمريكية حول المبادرة، خصوصاً مع الإشارات المتزايدة من واشنطن بأن هامش التفاهم يزداد اتساعاً في الأيام الأخيرة.

تنازلات روسية وتعديلات أمريكية

ترامب قال إن المفاوضين الأمريكيين يحققون “تقدماً”، وإن روسيا قدمت “بعض التنازلات”، دون الكشف عن طبيعتها.
وبحسب مصادر مطلعة تحدّثت لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن النسخة الأحدث من خطة السلام باتت “أفضل بكثير” لأوكرانيا، وتشمل السماح لكييف بالاحتفاظ بجيش يصل عدده إلى 800 ألف جندي، مقارنة بـ600 ألف في المسودة الأولية.

ويُعد هذا البند تحديداً مؤشرًا لمرونة روسية نسبية، أو على الأقل قبولاً بالتفاوض على توازن عسكري جديد لا يمنح موسكو السيطرة الأمنية الكاملة على مستقبل أوكرانيا.

مفاوضات مكوكية… من أبوظبي إلى واشنطن

معالم التحرك الدبلوماسي الجديد بدت أوضح بعد الكشف عن اجتماع مبعوث ترامب للشؤون العسكرية دان دريسكول بمسؤولين روس في أبوظبي لليومين الماضيين، مع استمرار لقاءات موازية مع الجانب الأوكراني.

كما أكد ترامب أن مبعوثه ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر سيشاركان في مسار التفاوض، في خطوة تُظهر رغبة الرئيس الأمريكي في إحكام السيطرة على جميع تفاصيل العملية السياسية.

تفاؤل أمريكي يقابله تشكيك أوروبي

ورغم نبرة التفاؤل الصادرة من واشنطن، فإن مؤشرات الواقع الميداني تحمل رواية مغايرة.

فالعاصمة الأوكرانية كييف وزاباروجيا تعرضتا خلال اليومين الماضيين لهجمات صاروخية ومسيرات روسية أدت إلى إصابات وأضرار واسعة، بينما تبادلت موسكو وكييف ضربات أوقعت قتلى على الجانبين.

هذا التصعيد يعزز القناعة الأوروبية بأن الحديث عن اقتراب السلام لا يزال “غير منسجم مع الواقع العسكري”، خصوصاً بعدما رفضت موسكو التعديلات الأوروبية على خطة ترامب.

نحو قمة ثلاثية؟

ترامب لمح إلى احتمال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “عندما يكون الاتفاق في مرحلته النهائية”، مؤكداً أن “بضع نقاط خلاف فقط” ما زالت عالقة.

غير أن مراقبين يرون أن الحديث عن اجتماع ثلاثي بهذا الحجم يتطلب أولاً تثبيت وقف لإطلاق النار، وهو ما يبدو بعيداً في ظل استمرار القصف الروسي وتأكيد كييف أنها لن تقبل أي خطة تنتقص من سيادتها أو حدودها.

خلاصة المشهد

يبدو أن واشنطن تحاول تسويق اتفاق سلام بصيغة مُعدّلة يمكن تمريرها دولياً، بينما تبقي موسكو على التصعيد الميداني لرفع سقف التفاوض.

أما كييف فتتمسك بضمانات أمنية توسّع قدراتها العسكرية وتمنع فرض حلول أحادية.

ومع هذا كله، يظلّ مسار السلام معلقاً بين تقدم دبلوماسي في الغرف المغلقة، وواقع ميداني تتصدره الصواريخ والدخان… في انتظار لحظة سياسية “تنضج” بما يكفي لولادة اتفاق يوقف الحرب التي دخلت عامها الرابع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى