شهدت إسطنبول أسبوعًا ثقافيًا حافلًا احتضنته «محطّة الشرق» برئاسة الدكتور أيمن نور، تضمن افتتاح متحف فرعوني مصغّر، وحفل توقيع كتابه الجديد «أوراق من مذكّراتي»، إلى جانب سلسلة من الندوات التي تناولت قضايا فلسطين والسودان والحالة الثقافية في العالم العربي.
الفعاليات أقيمت تحت رعاية الرئيس التونسي السابق الدكتور منصف المرزوقي، بحضور نخبة من السياسيين والمثقفين والإعلاميين من عدة دول عربية، إضافة إلى شخصيات تركية بارزة، من بينها السفير التركي السابق في قطر فكرَت أوزَر.
المتحف الفرعوني المصغّر، الملحق بمحطة الشرق في إسطنبول، يضم نماذج دقيقة لأبرز القطع الأثرية المصرية، وعلى رأسها مقتنيات توت عنخ آمون، ويُفتح أبوابه مجانًا للزوار، في محاولة لربط الجاليات العربية والمهجّرين بحضارتهم المصرية وتاريخهم الممتد خارج الحدود.
وخلال حفل توقيع الكتاب، برز البعد الإنساني في السرد الذي يقدمه أيمن نور؛ إذ تجمع المذكرات بين الشهادة السياسية والأسلوب الشاعري القريب من النثر الرومانسي، بما يجعلها جاذبة للقارئ العربي عمومًا، وليس المهتم بالشأن المصري وحده.
وعلى هامش الفعاليات، رصدتُ حوارات جانبية ولقطات إنسانية، كان أبرزها حوار عفوي مع الإعلامية دعاء حسن، زوجة الدكتور أيمن نور، تحدثت فيه عن كواليس الكتابة، وطريقة نور في تدوين مذكراته، ورسالة المتحف بوصفه جوابًا ثقافيًا على الغربة، لا مشروعًا ترفيًّا كما قد يراه البعض من الخارج.
كما شهد الأسبوع الثقافي ندوات متخصصة حول جرائم الميليشيات في السودان، وتطورات القضية الفلسطينية، وتاريخ الصحافة العربية والتركية، شارك فيها عدد من الباحثين والأكاديميين، من بينهم الدكتور أحمد طعمة، والدكتورة ليلى نقولا، وحقوقيون ونشطاء من دول عربية مختلفة.
أسبوع إسطنبول الثقافي لم يكن مجرد برنامج فعاليات، بل مساحة التقت فيها السياسة بالثقافة، واستعاد فيها المثقفون العرب شيئًا من دورهم في قراءة حاضر المنطقة، والبحث عن لغة مشتركة تُبقي الذاكرة حية، وتمنح المنفى ملامح وطن بديل ولو مؤقتًا.







