غد الثورة: نؤيد رسالة د. أيمن نور للرئيس، ودعوة لإلغاء الانتخابات وإصلاح المسار
يحيّي حزب غد الثورة الرسالة التي وجّهها بالأمس رئيس الحزب الدكتور أيمن نور إلى السيد رئيس الجمهورية، ويرى فيها تعبيرًا وطنيًا صادقًا عن ضميرٍ واسع داخل الجماعة الوطنية المصرية، ونبرة مسؤولة تبحث عن إنقاذ اللحظة قبل أن تتحول الأخطاء إلى أقدار.
ويؤكد الحزب دعمه الكامل لما ورد في تلك الرسالة من رؤية إصلاحية واضحة، تمزج بين النقد المخلص والحرص على المصلحة العليا للوطن.
يدعو الحزب — على ضوء ما حملته الرسالة — إلى إلغاء العملية الانتخابية بمرحلتيها، باعتبارها لم تعكس إرادة المصريين، ولم تحقق الحد الأدنى من النزاهة التي تليق بدولة بحجم مصر.
إن ما جرى لم يكن تنافسًا سياسيًا، بل هندسة مُحكمة لنتائج معدّة سلفًا، وهو ما يستوجب شجاعة إعادة التصحيح، لا الإصرار على مسار أثبت عجزه.
يؤكد الحزب أن النظام الانتخابي القائم على القائمة المغلقة المطلقة قد أثبت إخفاقه في تمثيل المصريين، وأنه لا ينتج برلمانًا بل واجهة سياسية هشة.
ويدعو الحزب إلى تعديل جذري للقانون الانتخابي، وإلغاء هذا النظام بالكامل، والعودة إلى قانون يعيد الاعتبار للقائمة النسبية، ويمنح القوى السياسية والمستقلين فرصة حقيقية للتمثيل والمنافسة.
يشير الحزب إلى أن البرلمان الحالي — رغم ملاحظاتنا العميقة على تكوينه — ما زال يمتلك القدرة القانونية الكاملة على إصدار هذا التعديل التشريعي خلال ساعات، شأنه شأن العديد من التشريعات التي سُمّيت شعبيًا بـ«تشريعات منتصف الليل»، والتي كانت تُقر في جلسات خاطفة دون نقاش أو تأخير.
فإذا كان البرلمان قادرًا على إقرار قوانين تُثقل كاهل الشعب بسرعة، فهو قادر — من باب أولى — على إصدار قانون يفتح الطريق لمستقبل أفضل.
يرى الحزب أن إصلاح المسار السياسي يبدأ بإطلاق سراح المحبوسين احتياطيًا وكل من قُيّد بسبب رأي أو موقف سياسي، فالوطن لا يُبنى والسجون مكتظة بأصحاب الكلمة.
ويأتي بعد ذلك فتح المجال العام وضمان حرية الإعلام والتعبير، ثم إطلاق حوار وطني جديد يسبقه حوار تهيئة مناخ يضمن مشاركة كل أطياف الجماعة الوطنية دون إقصاء أو انتقاء.
يذكّر الحزب بأن احترام روح الدستور قبل نصّه هو صمام الأمان الأخير لهذا الوطن، وأن المبادئ فوق الدستورية التي خرجت من رحم ثورتي ٢٠١١ و٢٠١٣ ليست ملكًا لجيل، بل ملك لمصر نفسها.
ويؤكد الحزب رفض أي مساس بهذه الثوابت أو محاولات للالتفاف عليها تحت أي ذريعة.
إن حزب غد الثورة يضع هذا البيان بين يدي المصريين، إيمانًا بأن المستقبل لا يُكتب بالإنكار، ولا يصنعه الصمت، بل تصنعه المراجعة الشجاعة وإرادة الإصلاح.
ويؤكد الحزب أن مصر تستحق حياة سياسية حقيقية، لا واجهات مصطنعة؛ انتخابات تعبر عن الناس، لا عن ترتيبات الغرف المغلقة؛ وبرلمانًا يُنتخب بإرادة حرّة، لا يُهندس بقرارات فوقية
