حوارات وتصريحاتمصر

د. أسامة فوزي يشيد بالمتحف المصري في إسطنبول وفعاليات معارض الدكتور أيمن نور

قال الدكتور أسامة فوزي (أبو نضال)، على قناة كبسولة المتخصصة في اللغة والأدب والتاريخ العربي القديم والمعاصر ودروس النحو والخواطر والذكريات والرحلات الميدانية، إن زيارته لمتحف الشرق في إسطنبول كانت تجربة ثرية ومميزة، خاصة مع افتتاح الفرع الجديد للمتحف الذي أسسه الدكتور أيمن نور داخل مقر قناة الشرق، والذي يجمع بين التاريخ الفرعوني والشخصيات الوطنية ومتحف الكاميرات النادرة في مساحة واحدة مفتوحة للجمهور.

شهدت إسطنبول خلال الأيام الماضية افتتاح فرع جديد لمتحف ثقافي فريد من نوعه، أسّسه الدكتور أيمن نور، المرشح الرئاسي المصري السابق وصاحب قناة الشرق، داخل الطابق الأول من مقر القناة، حيث حُوِّل الدور الأول إلى مساحة متكاملة تضم متحفًا فرعونيًا، ومتحفًا للشخصيات الوطنية والسياسية، إضافة إلى متحف للكاميرات الكلاسيكية، مع قاعة مخصصة للندوات والفعاليات الفكرية.

المتحف مفتوح للجمهور مجانًا، ويتيح للزوار التعرف على التاريخ المصري القديم والحديث، من خلال مجسمات وتماثيل وقطع طبق الأصل لأبرز الآثار الفرعونية، إلى جانب نماذج توثّق لوجوه وشخصيات أدبية وسياسية وفكرية وثقافية معاصرة، إضافة إلى جناح خاص يعرض تطور صناعة الكاميرا عبر العقود.

مكونات المتحف: الفرعونية والشخصيات الوطنية والكاميرات

المساحة المخصَّصة للمتحف في مبنى قناة الشرق قُسمت إلى أربعة أركان رئيسية، لكل ركن قصة ورسالة خاصة، وفق ما جرى شرحه خلال جولة تعريفية اصطحب فيها الدكتور أيمن نور الحضور داخل المتحف.

الركن الأول يضم قطعًا فرعونية مقلدة بدقة عن القطع الأصلية المعروضة في المتحف المصري، مع شروحات تاريخية حول المومياوات والتحف ودلالاتها الحضارية.

الركن الثاني خُصص لتماثيل ومجسمات لشخصيات مصرية وعربية بارزة، أدبية وسياسية وفكرية، تاريخية ومعاصرة، في محاولة لـ“تكريم الأحياء في حياتهم” وليس الاكتفاء بتكريم الراحلين فقط.

أما الركن الثالث فيقدّم متحفًا خاصًا بالكاميرات، يعرض نماذج من الكاميرات القديمة منذ بدايات صناعة التصوير، في صيغة متحف مصغَّر يوثّق تطور التقنية البصرية وأثرها في توثيق الأحداث والذاكرة العامة.

حضور عربي واسع ورعاية فخرية للرئيس التونسي الأسبق

الافتتاح جرى تحت رعاية فخرية للرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، الذي شارك بفعالية في مختلف الأنشطة والحوارات التي احتضنها المتحف وقاعة الفعاليات الملحقة به.

وشهدت الأمسيات والندوات مشاركة عدد من الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية من عدة بلدان عربية، من بينها:

  • السفير السوداني السابق في واشنطن الدكتور مهدي إبراهيم.
  • الدكتور زياد العالول، أحد قيادات المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج وعضو اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
  • الدكتور معتصم الكيلاني، الحقوقي السوري الفرنسي المختص بالقانون الدولي، وعضو في المجلس العربي.
  • الدكتور أحمد طعمة، الرئيس الأسبق للحكومة السورية المؤقتة وأحد المشاركين في المفاوضات السياسية حول سوريا.
  • الدكتور أسامة رشدي، نائب رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية في الخارج.
  • الدكتورة ليلى نقولا، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية.
  • الصحفية والإعلامية المصرية مي الورداني، التي قدّمت مداخلة حول الصحافة العربية في المهجر والتداخل مع التجربة التركية.
  • المذيع السوداني في قناة الشرق ناجي، الذي أدار الندوة الخاصة بالشأن السوداني.
  • الناشط الفلسطيني عبد الله عيسى، المهتم بقضايا الإغاثة والنازحين.
  • شخصيات إعلامية أخرى، من بينها الدكتور توران، المدير السابق لقناة “تي آر تي”، إلى جانب مشاركين من سوريا واليمن والجزائر والسودان وغيرها.

ندوات حول السودان: الحرب، النزوح، والعدالة الدولية

خصصت إحدى الندوات الرئيسية في قاعة المتحف لمناقشة تطورات الأزمة السودانية، من زاوية إنسانية وحقوقية وسياسية.

تطرّق المتحدثون إلى حجم الكارثة الإنسانية في السودان، مع الإشارة إلى نزوح ملايين السودانيين داخليًا وخارجيًا، وتدهور الأوضاع المعيشية في ولايات عدة، خاصة دارفور والمناطق التي تشهد حصارًا أو صراعًا مسلحًا طويل الأمد.

وناقشت المداخلات دور المجتمع الدولي، وآليات اللجوء إلى العدالة الدولية، بما في ذلك اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم المرتكبة بإقليم دارفور استنادًا إلى قرار مجلس الأمن رقم 1593 لعام 2005، مع التأكيد على أهمية توثيق الانتهاكات وجمع الأدلة بطريقة مهنية تتيح تحريك دعاوى قانونية مستقبلًا.

فلسطين، غزة والإعلام كساحة مواجهة

جانب آخر من الفعاليات خُصص للقضية الفلسطينية وما تتعرض له غزة من حرب وحصار، حيث تناول المتحدثون دور الإعلام في كسر الرواية الرسمية الغربية، وإبراز الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، إلى جانب المقارنة بين تغطية الأوضاع في غزة وتغطية الأزمات في دول عربية أخرى مثل السودان.

وشدد المشاركون على أن ما يجري في فلسطين والسودان وسواهما يأتي في سياق مشروع أوسع يستهدف تعطيل النهوض العربي، وإبقاء المنطقة في حالة استنزاف دائم، مؤكدين أن تكامل أدوار الإعلام والمجتمع المدني والحقوقيين ضرورة لبناء حملات مناصرة فعّالة.

مشروع ثقافي يجمع الذاكرة بالتضامن العربي

المتحف الفرعوني، إلى جانب متحف الشخصيات الوطنية ومتحف الكاميرات، لا يقتصر دوره على العرض البصري للآثار والمجسمات، بل يتحوّل إلى منصة ثقافية مفتوحة للأمسيات والندوات والحوارات الفكرية حول قضايا المنطقة، من السودان إلى فلسطين مرورًا بسائر الملفات العربية.

وبحسب المنظمين، يهدف المشروع إلى الربط بين الذاكرة الحضارية المصرية والعربية وبين الراهن السياسي والحقوقي، عبر فضاء ثقافي مفتوح في إسطنبول يجمع النخب والناشطين والجمهور، ويعزّز مساحات الحوار والتواصل والتضامن بين الشعوب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى