شباك نورمقالات وآراء

د. أيمن نور يكتب : حين يتوهّج البعض وآخرون يختارون ممرّات الظلال . أوراق من مشاهداتي (2)

تتشكّل الحياة من مشاهد صغيرة لا تضبطها الفلسفة،ولا تعرف المنطق ولا تجمعها القواميس، لكنها تصنع ملامح الإنسان حين يتأمل وجوه الذين دخلوا دائرة الضوء بإخلاص، والذين وقفوا عند عتبتها ثم اختاروا الظلال التي تعكس ما تحمله قلوبهم الرمادىه. انظر بمشاعر تجمع بين الصدمه والدهشه لتلك الوجوه بينما يتوهّج القلب امتناناً لهؤلاء الذين حملوا معنا شعلة الامل و رايه العمل، بأيدٍ تعرف أن الشراكة ليست كلمة بل روح تتدفق. في العطاء كما هي في الاخذ شكراً وحبا لوجوه كريمه تتقدم الصف بلا دعوة، بلا مصلحة، بلا انتظار، بعضهم بعضا من الجسد وبعضهم جاؤوا من خارج الجسد لكنهم سكنوا القلب: وفي مقدمتهم الصديق العزيز الدكتور أسامة فوزي، والسيدة حمراء التركية، وغيرهما من المؤثرين الذين تفاعلوا مع فكرة المركزالثقافي المصري، بمحبةٍ صافية، فجعلوا النور أوسع، والصوت أعلى، والرسالة أكثر وصولا و نبلاً.

تفضح هذه الوجوه ظلال أخرى ظنّت أن بريقها حقيقه.

وجوهٌ اعتبرت نفسها «مؤثرة»، و تناست—كيف تشكّل تأثيرها؟ ومن أين خرج صداه ؟. وجوهٌ شاركها هذا البيت صنع حضورها، روّج لها حين كانت بحاجة إلى أن تُرى، لكن حين يأتي دورها، تدىر ظهورها وكأن النور امتحانٌ لم تستعد له. لا نذكرهم بشيء، ولا نطالبهم بشيء، فالمسافة التي يتركها غيابهم هي المسافه صفر. تطرح السؤال دون أن تنطق به: كيف يخشى البعض مشاركة نورٍ هم انعكاس له، و جزءاً من صناعته؟

جوهر المشهد في تقدىري هو: غباء الأنانية.

وربما الأنانية الصاخبة التي تُعلن عن نفسها،بلا مواربه فالأنانية الهادئة لاتفضح وتفصح عن فجاجتها هكذا . هذا النوع من النفوس يشبه ظلالاً تمشي بثقة وهمية، تظن أنها «نجوم مستقلة»، بينما الحقيقة تقول إن الضوء لا يسطع إلا حين يتقاسمه الجميع. كل محاولة للانفصال عن المظلة العامة ولو نفسيا~هوخطوه واسعه نحو انفصالاواقعيا~ و الادعاء بأن المشروع الشخصي أكبر من المشروع الجماعي، ومم مرآة تكشف ما حاولت هذه النفوس إخفاءه.تتحول الي شظايا زجاج اصابه سرطان الزجاج فيسقط بذاته دون ان يكسره احد

تمتد المشاهد لتكشف انه ليس اغبي ممن يكرر الخطأ وينتظر نتيجه مختلفه

الفارق بين الشراكة الحقيقية والشراكة المغشوشة. ان الأولى تشبه نَفَساً دافئاً ينعش الفكرة كلما تعبت، والثانية تشبه زخرفة باردة لا تصمد أمام أول اختبار. الوجوه المتفانية تُشعل القصيدة الجماعية التي نكتبها معاً، والوجوه البارده تُطفئ إيقاعها دون أن تشعر. فالحقيقة تبقى واضحة: من يحب الفكرة، يشارك في حملها؛ ومن يحب نفسه، يحجب عنها الضوء.

نهاية المشهد

يمتزج الشكر مع العتب، المحبة مع الالم . فالذين شاركوا بصدق ولو بكلمه صنعوا جزءاً من قنديلا اضاء بهم ولهم. والذين أحجموا تركوا مكانهم شاغراً، في قب المشهد لم نغلقه، ولن نطالبهم بالعودة إليه، لكنه سيظل شاهداً على مسافةٍ اختاروها بأنفسهم لانفسهم وهي المسافه صفر.

خبر

١٢ ديسمبر 2025، ان شاءلله ستجمع القلوب التي شاركت بصدقٍ حول فكرةٍ شاركوها وروّجوا لها ووقفوا معها. يقف كل واحد منهم ليتسلّم درع للشرف للقلوب البيضاء امتنانا صغيراً، لكنه يساوي في معناه جبالاً من التقدير. هذا الحفل ليس تكريماً بقدر ما هو اعتراف بأن الشراكة لا تُقاس فقط بحجم الدور، بل بصدق النية، وبأن كلمة صادقة على منصّة صغيرة او جروب قد تكون أحياناً أعمق أثراً من ألف ظهورٍ مُنمّق.

يستمر الطريق، ويستمر النور، ويستمر الفرز الهادئ

بين من حملوا الفكرة علنا، ومن حملوا عليها سرا ويبقى القلب مفتوحاً، والباب أيضاً، لمن يقرر يوماً أن يعود إلى الصوره، لأن الفكرة أوسع من الأشخاص، وأكبر من الأسماء، وأبقى من كل ضوءٍ زائف.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى