“هآرتس”: رسالة سعودية حاسمة… لا تطبيع مع إسرائيل طالما نتنياهو في الحكم

تحدثت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الجمعة، عن “رسالة سعودية” مفادها أنه “طالما كان بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء فلا أساس لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب”.
وجاء ذلك في مقال نشرته الصحيفة (يسار تقدمي) لمالكها عاموس شوكين، بعد أيام من تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من واشنطن، بأن بلاده ترغب في الانضمام إلى “اتفاقات أبراهام” (لتطبيع العلاقات مع إسرائيل) ضمن مسار يضمن حل الدولتين.
وقال شوكين، صاحب الصحيفة المعروفة بتنديدها بسياسات نتنياهو المتطرفة:
“هذا الشهر، وجّه مسؤولون سعوديون رسالة مفادها أنه طالما نتنياهو رئيسًا للوزراء، فلا أساس لتطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل”.
وأضاف أن ذلك يعود لسببين رئيسيين:
أولهما أن “علاقات نتنياهو مع قادة الدول العربية التي تربط إسرائيل بها اتفاقيات سلام بالفعل، مثل مصر والأردن، ليست مثالية على أقل تقدير”.
أما السبب الثاني، فهو أن “السعوديين يريدون مسارًا واضحًا لإقامة دولة فلسطينية”.
ولم يوضح شوكين أسماء المسؤولين السعوديين الذين وجهوا الرسالة أو الجهة التي تسلمتها، غير أن الولايات المتحدة تعدّ أبرز الداعمين لتوسيع “اتفاقات أبراهام” وانضمام الرياض إليها، بينما لم يصدر تعليق رسمي من السعودية بشأن الرسالة.
انتقادات حادة لسياسات نتنياهو
شوكين تساءل في مقاله:
“ما مبرر الحكومة من حرمان ملايين الفلسطينيين من حقهم في تحديد مصيرهم؟”.
وأشار إلى أن “منع قيام دولة فلسطينية يهدف إلى الحفاظ على سيطرة إسرائيل على الأراضي المخصصة لدولة فلسطينية، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2803 الصادر هذا الشهر، وهو مطابق لقرار رقم 2334 الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2016”.
وردًا على مزاعم إسرائيل حول مخاطر قيام الدولة الفلسطينية، قال مالك الصحيفة:
“هناك أكذوبة مفادها أن الدولة الفلسطينية ستكون دولة إرهابية، في الوقت نفسه نرى أن إسرائيل دولة إرهابية في الأراضي المحتلة”.
استيطان وفصل عنصري
ووصف شوكين الاستيطان بأنه “انتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي، وأدى إلى إنشاء نظام فصل عنصري إسرائيلي وحشي”.
كما اعتبر أن إسرائيل قادرة على صنع السلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرجعًا ذلك إلى أن “نتنياهو لم يكلف نفسه عناء الاستماع إلى آراء عباس، الذي صرّح بأنه يعارض العنف ولن يتعامل إلا بالوسائل الدبلوماسية”.
وأشار المقال إلى أن 160 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف بالدولة الفلسطينية، بينما أكد مسؤولون سعوديون أن التطبيع مع إسرائيل لن يتم دون خطوة مماثلة من الأخيرة.
ومرارًا، أكد نتنياهو أنه لن يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية، متحديًا بذلك إرادة المجتمع الدولي.
تصعيد مستمر في الضفة وغزة
يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أكثر من عامين، عبر عمليات اقتحام واعتقال واغتيال، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي بدأت في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت لعامين.
وبحسب بيانات فلسطينية رسمية، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 1085 فلسطينيًا، وإصابة نحو 11 ألفًا، واعتقال ما يزيد على 20 ألفًا و500 شخص منذ بدء حرب الإبادة.





