تواصلت المواجهات العسكرية، الجمعة، بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في ولايات كردفان الثلاث، في ظل تصعيد ميداني واسع منذ أيام، شمل هجمات مكثفة على مدينتي بابنوسة وكارتالا جنوب البلاد.

صدّ هجوم واسع على بابنوسة

تصدى الجيش السوداني لهجوم عنيف شنته قوات “الدعم السريع” على مدينة بابنوسة المحاصرة بولاية غرب كردفان، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية.
وأوضحت المصادر أن قوات الفرقة 22 مشاة تمكنت من صد هجوم واسع استخدمت فيه “الدعم السريع” الأسلحة الثقيلة والخفيفة والطائرات المسيرة، قبل أن تتراجع بعد تكبدها خسائر كبيرة.

وأضافت المصادر أن قوات “الدعم السريع” ركزت عقب تراجعها على قصف مقر الفرقة 22 داخل المدينة بالمدفعية.

هجمات متكررة خلال الأيام الماضية

شهدت مدينة بابنوسة في الأيام الأخيرة عدة هجمات شنتها “الدعم السريع” بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة والمركبات القتالية، في محاولة للسيطرة على المدينة التي تعاني حصارًا خانقًا منذ أسابيع.

ويُسقط الجيش السوداني مؤخرًا إمدادات جوية لدعم قواته داخل المدينة التي باتت خالية من السكان بعد نزوح نحو 177 ألف شخص منها، وفق تقديرات لجان إغاثية محلية.

معارك كارتالا وتدخل قوات الحلو

وفي بلدة كارتالا بولاية جنوب كردفان، ذكرت المصادر أن الجيش تصدى لهجوم مشترك نفذته قوات “الدعم السريع” إلى جانب قوات الحركة الشعبية/شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والتي تهاجم البلدة لليوم الثاني على التوالي.

وأكدت المصادر أن الجيش كبد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، كما بثّ جنود من الجيش مقاطع فيديو على مواقع التواصل تظهر استيلاءهم على مركبات قتالية في كارتالا.

غياب التعليق الرسمي

ولم يصدر حتى الساعة (8:10 ت.غ) أي تعليق رسمي من الجيش السوداني أو قوات “الدعم السريع” حول التطورات الميدانية الأخيرة.

تصعيد مستمر في كردفان ودارفور

وتشهد ولايات كردفان الثلاث — شمال وغرب وجنوب — اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” ضمن الحرب المستمرة منذ اندلاعها منتصف أبريل/نيسان 2023.

وبحسب خريطة السيطرة، تُمسك قوات “الدعم السريع” بجميع ولايات دارفور الخمس، باستثناء بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي ما تزال تحت سيطرة الجيش، بينما يواصل الأخير السيطرة على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.