رئيس المجلس العربي د.منصف المرزوقي يزور المغرب بدعوة من حزب جبهة القوى الديمقراطية

- خلال ندوة نظّمها حزب جبهة القوى الديمقراطية بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والحقوقية شدد المرزوقي على أهمية إحياء الاتحاد المغاربي، مخاطباً المجتمع المغاربي بضرورة القيام بدوره في ترسيخ قيم الاتحاد ودعم إمكانات النهوض به.
استهل الرئيس التونسي الأسبق، الدكتور منصف المرزوقي، زيارته الرسمية للمملكة المغربية، بدعوة من حزب جبهة القوى الديمقراطية، بوقفة ذات دلالة عميقة في قلب التاريخ المغربي الحديث، وهي زيارته لضريح محمد الخامس بالرباط.
هذا الفعل لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي تقليدي، بل كان رسالة رمزية قوية تعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين تونس والمغرب، وتؤكد على استمرارية النضال المغاربي من أجل التحرر وبناء الدولة الحديثة.

إن اختيار ضريح محمد الخامس محطة أولى للرئيس الضيف يسلط الضوء على أهمية الذاكرة المشتركة كأرضية صلبة لتعزيز العلاقات الثنائية في السياق الإقليمي والدولي المتشابك. تمثل شخصية محمد الخامس رمزاً وطنياً جامعاً للمغرب، إذ قاد مسيرة النضال ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني، وكان صموده نموذجاً يحتذى به في حركات التحرر المغاربية والعربية.
إن قيام الدكتور المرزوقي، وهو سياسي تونسي بارز خرج من رحم ثورات الربيع العربي التي استلهمت الكثير من روح المقاومة، بترحم على روحي محمد الخامس والحسن الثاني، يمثل اعترافاً ضمنياً بالتاريخ المشترك للنضال ضد الهيمنة الخارجية. قراءة سورة الفاتحة في هذا المكان المقدس لا تعبر فقط عن الاحترام لشخصيتين تاريخيتين، بل تؤكد على التقدير لقيم التضحية والاستقلال التي وحدت شعوب المنطقة. تاريخياً، كانت تونس والمغرب دولتين رائدتين في حركة التحرر الوطني في شمال إفريقيا. فبينما قاد محمد الخامس مسيرة الاستقلال المغربي، كان الزعماء التونسيون، مثل الحبيب بورقيبة، يسيرون على درب مماثل.
هذه الروابط التاريخية خلقت أرضية مشتركة من التجارب والمشتركات الثقافية والاجتماعية التي تستدعي التنسيق المستمر، خاصة في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الدول المغاربية، سواء كانت تحديات اقتصادية، أمنية، أو سياسية. زيارة المرزوقي تعيد إحياء هذا البعد التاريخي كرافعة للعلاقات الحالية


