أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، أن القاهرة تجري تنسيقًا موسعًا مع الولايات المتحدة لتشكيل رئاسة مشتركة لمؤتمر إعمار قطاع غزة، والعمل على تحديد موعد انعقاده في أسرع وقت ممكن، في إطار التحركات الدبلوماسية الهادفة لدعم جهود إعادة إعمار القطاع وتثبيت وقف إطلاق النار.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة برلين مع وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، ضمن زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وبحث التطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بقضية غزة والسودان.

تنسيق مصري – أمريكي لاستئناف مؤتمر الإعمار

قال وزير الخارجية المصري:
«نتشاور مع الولايات المتحدة لتكوين رئاسة مشتركة لمؤتمر الإعمار، وننسق بشأن الموعد»، مضيفًا:
«نأمل أن يتم التوافق على توقيت في أسرع وقت لعقد المؤتمر».

وتعد هذه التصريحات أول تعليق رسمي بعد عدم انعقاد المؤتمر في موعده المقرر نهاية نوفمبر الماضي.

برامج تدريب للشرطة الفلسطينية داخل مصر

وفيما يتعلق بالوضع داخل قطاع غزة، أوضح الوزير أن القاهرة تنفذ برامج تدريبية لعناصر الشرطة الفلسطينية على الأراضي المصرية، بهدف تمكينهم من تولي مهام حفظ الأمن داخل القطاع، وإنهاء حالة الفراغ الأمني التي خلّفتها الحرب.

وأكد عبد العاطي «ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار»، مجددًا رفض مصر القاطع لأي محاولات لتقسيم قطاع غزة أو تغيير طبيعته الجغرافية والديموغرافية.

مطالبة بزيادة المساعدات الإنسانية

ودعا وزير الخارجية إلى إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة «بكميات أكبر ودون قيود»، لافتًا إلى أن الاتفاق الساري لوقف إطلاق النار ينص على إدخال نحو 600 شاحنة يوميًا، بينما لا تتجاوز أعداد الشاحنات التي يسمح لها بالدخول فعليًا 200 شاحنة، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية.

كما أشار إلى أن إسرائيل ارتكبت مئات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، ما أدى إلى استمرار سقوط الضحايا الفلسطينيين وعرقلة جهود الإغاثة.

موقف ألمانيا: ضرورة نشر قوة استقرار دولية

من جانبه، شدد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول على «أهمية تهيئة الظروف لقوة استقرار دولية» يمكن نشرها في قطاع غزة لتعزيز الأمن وتمكين جهود إعادة الإعمار ومرور المساعدات الإنسانية.

المرحلة الثانية من خطة التعامل مع غزة

وكشف عبد العاطي أن مصر «شارفت على الانتهاء من المرحلة الأولى لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة»، مؤكدًا ضرورة البدء في تنفيذ المرحلة الثانية لتأمين مسار متكامل لإعادة الإعمار وتثبيت الأمن داخل القطاع.

إسرائيل تربط التقدم في المفاوضات بتسلم رفات الأسرى

وتشير مصر إلى أن استكمال ترتيبات وقف إطلاق النار مرتبط بتفاهمات أوسع تشمل الملف الإنساني والأمني، بينما تربط إسرائيل بدء المرحلة الثانية بتسلم رفات جميع أسراها. وفي المقابل، تشير التقديرات الفلسطينية إلى وجود آلاف المفقودين تحت الأنقاض، نتيجة الحرب التي خلّفت أكثر من 70 ألف قتيل ونحو 171 ألف مصاب.

ملف السودان: دعوة لتهدئة عاجلة

وفي الشأن السوداني، أكد وزير الخارجية المصري ضرورة التوصل إلى هدنة عاجلة وإنشاء ممرات إنسانية آمنة، في ظل تفاقم المعاناة الناتجة عن الحرب المستمرة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» منذ أبريل 2023، والتي تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.