أهالي تل رفعت يحتفلون بالذكرى الأولى لتحرير مدينتهم من تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي”

احتفل أهالي مدينة تل رفعت في سوريا، بالذكرى السنوية الأولى لتحرير مدينتهم من تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الذي ينشط تحت مسمى “قسد”، وذلك عبر فعاليات شعبية متنوعة عكست رغبة السكان في استعادة حياتهم الطبيعية بعد سنوات من السيطرة والدمار.
ثماني سنوات من السيطرة… وسنة أولى من العودة وإعادة البناء
ظلت تل رفعت خاضعة لسيطرة التنظيم نحو ثمانية أعوام، قبل أن يتمكن سكانها من العودة قبل عام وبدء إعادة بناء حياتهم.
ورغم الدمار الكبير الذي طال أكثر من 60 بالمئة من المدينة بفعل الأنفاق والتحصينات العسكرية التي أقامها التنظيم، يعمل السكان على إعادة الحياة تدريجيًا، متجاوزين حجم التحديات والمعاناة التي عاشوها في المخيمات لسنوات طويلة.
مواكب سيارات ورفع الأعلام السورية وإطلاق ألعاب نارية
شهدت المدينة مواكب سيارات جابت شوارعها، كما رُفع العلم السوري على أعلى تلة فيها، وأطلقت الألعاب النارية احتفالًا بالمناسبة.
وقال رضوان قرندل، أحد سكان المنطقة، إن تل رفعت دفعت “أثمانًا كبيرة منذ الأيام الأولى للثورة”، مشيرًا إلى أن السكان أجبروا على النزوح سنوات طويلة تحت ضغط التنظيم الإرهابي ونظام الأسد.
وأضاف:
“رفض أهالي تل رفعت العيش تحت راية بي كي كي أو نظام الأسد… وصبروا 15 عامًا، وبفضل تضحيات الشهداء وصلوا إلى هذا اليوم.”
شبكة أنفاق عميقة ودمار واسع في البنية التحتية
أوضح قرندل أن حجم الدمار كان صادمًا عند العودة، إذ ترك التنظيم شبكة أنفاق عميقة يصل بعضها إلى 40 مترًا، وتمتد من تل رفعت إلى أعزاز والباب وأشرفية حلب.
وأضاف أن مرحلة الثورة انتهت، وبدأت مرحلة البناء، مؤكدًا أن المدينة اليوم أفضل بكثير، وأنها “خلال العام المقبل ستتعافى بالكامل”.
إصرار على الحياة رغم آثار الحرب
من جهته، قال الناشط شهم أبو جمال إن الأهالي عازمون على إعادة الحياة إلى مدينتهم رغم الدمار الكبير.
وأشار إلى أن تحرير تل رفعت قبل عام أتاح عودة السكان إلى منازلهم، لافتًا إلى تنظيم موكب سيارات ورفع العلم السوري على التلة التي تُعد رمزًا للمدينة، إضافة إلى رفع علم الثورة السورية أيضًا.
وأكد أن التلة التي كانت قبل عام تُرفع فوقها رايات التنظيم، أصبح العلم السوري يرفرف عليها اليوم، مضيفًا: “وبإذن الله سيبقى كذلك.”
سنوات من التهجير ودعم عسكري خارجي للتنظيم
سيطر مسلحو التنظيم على تل رفعت والقرى المحيطة بها في فبراير/ شباط 2016، متسببين بتهجير نحو 250 ألف مدني نحو المناطق القريبة من الحدود التركية.
وتسببت تلك الفترة في تفكيك البنية الاجتماعية للمدينة وحرمان سكانها من منازلهم ومصدر رزقهم لسنوات طويلة.



