مقتل رجل الدين رائد المتني في السويداء بعد يومين من اعتقاله على يد قوات تابعة لحكمت الهجري

أفادت معطيات ميدانية في محافظة السويداء جنوبي سوريا بمقتل رجل الدين رائد المتني بعد يومين من اعتقاله على يد قوات تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة لدى طائفة الموحدين الدروز، وسط توتر متصاعد عقب أحداث شهدتها المحافظة خلال الأشهر الماضية.
خلفيات الحادثة ودور مشايخ العقل
يعد مشايخ العقل لدى الدروز ثلاثة مراجع دينية رئيسية: حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف جربوع، وغالبًا ما تتباين مواقفهم الدينية والسياسية، بينما لا يُعتبر أتباع الهجري ممثلين للموقف العام للطائفة بحسب تقديرات محلية.
ونقلت مصادر محلية أن جثمان المتني وصل إلى المشفى الوطني في السويداء، بعد اعتقاله من قبل مجموعة تُعرف باسم “الحرس الوطني” التابعة للهجري، وجرى اتهامه بـ”التعاون مع الحكومة السورية”.
ولم يصدر حتى الساعة 8:45 (ت.غ) أي تعليق رسمي من محافظة السويداء أو الحكومة السورية حول ملابسات مقتل المتني.
مكانة المتني وخلافه مع الهجري
يتمتع المتني بدور اجتماعي وديني بارز في ريف السويداء الشرقي، وينحدر من قرية الكسيب، وكان مقربًا من الهجري قبل أن يبرز خلاف بينهما عقب أحداث السويداء في يوليو/ تموز الماضي، خاصة بعد تشكيل ما يُعرف بـ”الحرس الوطني”، وهو التشكيل الذي رفضه المتني.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصورًا يظهر تعرض المتني للضرب خلال عملية اعتقاله، ما أثار موجة واسعة من الغضب والاستهجان في الشارع السوري.
اتهامات سابقة لأتباع الهجري
سبق أن أثار أتباع الهجري غضبًا شعبيًا واسعًا، بعد تنظيمهم مظاهرات عدة رفعت العلم الإسرائيلي ووجّهت نداءات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتدخل في الشؤون الداخلية السورية، وهو ما أثار انتقادات كبيرة داخل الطائفة وخارجها.
الوضع الأمني المتوتر في السويداء
تشهد السويداء منذ 19 يوليو الماضي وقفًا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة استمرت أسبوعًا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، وأسفرت عن مئات القتلى. ورغم إعلان الحكومة السورية التزامها بالاتفاق وإدخال مساعدات إنسانية، ارتكب أتباع الهجري عدة خروقات استهدفت عناصر الأمن والجيش.
جهود الإدارة السورية الجديدة لضبط الأمن
تبذل الإدارة السورية الجديدة جهودًا موسعة لإعادة الاستقرار إلى البلاد منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد الذي استمر 24 عامًا في الحكم، فيما تعتبر حادثة مقتل المتني مؤشرًا إضافيًا على تعقيد المشهد الأمني في الجنوب السوري.





