
إن إنشاء مدينة إدارية جديدة يعد خطوة استراتيجية تهدف إلى تحسين الأداء الحكومي وتعزيز كفاءة الإدارة. في ظل التحديات الراهنة التي تواجه البلاد، يمكن أن تؤدي هذه المدينة إلى تحقيق عدد من الأهداف المهمة:
اولا : تحسين الخدمات العامة : المدينة الإدارية الجديدة يمكن أن توفر بيئة مناسبة لتقديم خدمات حكومية متكاملة وفعالة، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة للمواطنين ويخفف من الأعباء التي تعاني منها الأقاليم والمحافظات.
ثانيا : تعزيز التنمية الإقليمية :
من خلال تحسين البنية التحتية وتقديم خدمات أفضل، يمكن أن تسهم المدينة في جذب الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادي في الأقاليم المجاورة، مما يساعد على تقليل الفجوة التنموية بينها.
ثالثا : تخفيف الفساد:
يمكن أن تكون المدينة الإدارية الجديدة نموذجاً لأساليب إدارة جديدة تعتمد على الشفافية والمساءلة. من خلال تصميم هياكل إدارية تضمن الرقابة الفعالة، يمكن تقليل فرص الفساد الذي عانت منه الحكومات السابقة.
رابعا : استعادة الثقة :
إن بناء مدينة جديدة بمبادئ حديثة في الإدارة يمكن أن يكون خطوة نحو استعادة ثقة المواطنين في الحكومة. يعد الشفافية والمشاركة المجتمعية من العناصر الأساسية لتحقيق ذلك.
أما بالنسبة لمواجهة فساد الإدارات المتعاقبة، فيجب أن تتبنى الحكومة القادمة في اقرب فرصة وبعد فشل متكرر من حكومات اغلبها للترضية وتوزيع المغانم ولا ترقى إلى مستوى المسؤولية كحكومة وطن واحد متماسك تماما ذو قدرة عالية على مواجهة التحديات الكبرى والتخطيط الاستراتيجي المستقبلي لتحقيق الاستقرار والتوازن و التنمية المستدامة وليس حكومة دولة تبنى على اساس الشلل ومنافع .
واقصد حكومات لها استراتيجيات فعالة تتضمن:
تفعيل آليات المحاسبة التقنية و الهندسية مع المالية العمومية ويجب أن تكون هناك آليات واضحة للمساءلة والمراقبة، تتضمن مراجعة الأداء الحكومي بشكل دوري من قبل جهات مستقلة.
تعزيز المشاركة الشعبية : من المهم أن يكون للمواطنين دور فاعل في اتخاذ القرارات، مما يعزز من شعورهم بالمسؤولية والمشاركة في العملية السياسية.
تطوير الكوادر: الاستثمار في تدريب وتطوير الكوادر البشرية في القطاعات الحكومية المختلفة والمترهلة سيؤدي إلى تحسين الأداء وزيادة الكفاءة.
اما بالنسبة لضمان أن الحكومات القادمة ستتبع نهجاً مختلفاً، يمكن ذلك من خلال:
التزام واضح بالإصلاحات وتغيير النهج حيث يجب أن تكون هناك تعهدات واضحة من قبل رؤوساء الحكومات والقادة الجدد المكلفين بالإصلاحات المطلوبة، مع خطة عمل محددة.
مراقبة المجتمع المدني : دور المنظمات غير الحكومية والإعلام في مراقبة أداء الحكومة يمكن أن يكون عنصراً مهماً لضمان الالتزام بالإصلاحات.
في النهاية، إن إنشاء مدينة إدارية جديدة يمثل بداية جديدة للتغيير، لكن نجاحها يعتمد على الإصرار على الشفافية، المحاسبة، والمشاركة المجتمعية وتغيير النهج لضمان عدم تكرار أخطاء الماضي.







