
عام واحد فقط مرّ، لكنه يشبه عمراً كاملاً من الأمل والتحدي والعمل من أجل مصر.
عام واحد فقط مرّ، لكنه يشبه عمراً كاملاً من الأمل والتحدي والعمل من أجل مصر. في هذه اللحظة، ومع مرور عام على اعتماد لجنة شؤون الأحزاب لقرارات جمعيتنا العمومية، والتي اقرت لائحته الجديدة وقيادته الشابة والواعدة الدكتور باسل عادل نشعر أننا لا نحتفل بذكرى إجرائية، بل نحتفي ببداية انطلاقة ثانية لحلم قديم بدأ في 2011 منذ تأسيس الحزب علي يد المهندس محمود طاهر و دكتور شادي الغزالي حرب ويتجدد اليوم بروح أعمق ومسؤولية أكبر.
هذا الحزب لم يولد لفئة أو نخبة، بل وُلد وهو يضع عينيه على المصريين جميعاً.
هذا الحزب لم يولد لفئة أو نخبة، بل وُلد وهو يضع عينيه على المصريين جميعاً، من أقصى الصعيد جنوبا إلى أقصى الدلتا شمالا و كل الحدود شرقا وغربا. نحن حزب يراهن على تنوّع المصريين لا على تشابههم، وعلى اختلاف خبراتهم وخلفياتهم لا على صبّهم في قالب واحد. قوة هذا الكيان في تنوع مكوناته، من شباب يحلمون بغد أفضل، ونساء يصررن على أن يكنّ شريكات في القرار، وعمال وفلاحين وموظفين وأصحاب أعمال، جميعهم يجتمعون على نظرة مخلصة للمستقبل، لا تبحث عن مجد شخصي ولا عن مكسب سريع، بل عن وطن يشعر فيه كل مواطن أن له مكاناً محترماً وصوتاً مسموعاً.
نحن نشغل في الحياة السياسية مربعاً صعباً لكنه قريباً من قلوب الناس وعقولهم.
نحن نشغل في الحياة السياسية مربعاً صعباً لكنه قريباً من قلوب الناس وعقولهم؛ فنحن معارضة وطنية موضوعية، لا تعيش على الهجوم ولا تساوم على الصمت. نختار طريق تقديم البدائل والحلول، لا طريق الضجيج والشعارات. نميل إلى التفاوض والحوار بقدر ما تسمح به الإمكانيات والمساحات المتاحة، ونسعى في الوقت نفسه إلى توسيع هذه المساحات لصالح الوطن ولصالح المواطن والصالح بناء تجربتنا الديمقراطية الوطنية، خطوة بعد خطوة، وبهدوء من يعرف أن السياسة ماراثون طويل لا سباق قصير.
نحلم بحياة سياسية سوية وسليمة، يتعامل فيها المختلفون باحترام لا بعداء.
نحلم بحياة سياسية سوية وسليمة، يتعامل فيها المختلفون باحترام لا بعداء. نعمل لبناء جسور ثقة بين النظام والمعارضة، بل وبين أطراف المعارضة نفسها، لأن مصر لا وقت لديها من اجل صراعات داخلية . ونحن لا نبحث عن صراعات صفرية يخسر فيها الجميع، ولا نختلق معارك وهمية تعطل الناس عن مشكلاتهم الحقيقية. نتحدث مع الجميع بقلب مفتوح، وندرك أن حماية الأمن القومي ومواجهة المخاطر ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل مسؤولية مجتمع كامل يعرف حجم التحديات التي تحيط بوطنه في الداخل والخارج.
نعرف أن أوجاع المصريين الحقيقية ليست في عناوين السياسة وحدها، بل في تفاصيل الحياة اليومية.
نعرف أن أوجاع المصريين الحقيقية ليست في عناوين السياسة وحدها، بل في تفاصيل الحياة اليومية. مصر اليوم تحتاج اصطفافاً وطنياً حقيقياً كي نواجه معاً أزمات التعليم والصحة، وننهض بالتصدير والاستثمار والسياحة، ونعالج مشكلات التضخم وسعر الصرف والزراعة والري وغيرها من عشرات الهموم التي تثقل قلب المواطن وهو يخطط لغد أسرته. هذه الملفات ليست أرقاماً في تقارير، بل هي حياة ملايين البشر وكرامتهم واستقرارهم.
نؤمن بدور مؤسسات الدولة الوطنية ونحترم جهود رجالها ونسائها في كل موقع.
نؤمن بدور مؤسسات الدولة الوطنية ونحترم جهود رجالها ونسائها في كل موقع. في الوقت نفسه، نؤمن أن دورنا الملحّ، والمكتوب في اسمنا قبل برامجنا، هو نشر الوعي. من دون وعي، تتشوّه قرارات الناس وتختلط عليهم الحقائق وتضعف قدرتهم على الاختيار الحر والمسؤول. الوعي ليس ترفاً فكرياً، بل ضرورة حتمية إذا أردنا أن نسير جميعاً للأمام، وأن نختلف من دون أن نتفتت، وأن نعارض من دون أن نهدم، وأن نساند من دون أن نبرر الخطأ أو نتغاضى عن التقصير.
مر عام واحد على هذه الانطلاقة، وقد يبدو قصيراً في عمر الأوطان.
مر عام واحد على هذه الانطلاقة، وقد يبدو قصيراً في عمر الأوطان، لكنه كافٍ ليؤكد لنا أن مصر تستحق أن نعمل من أجلها سنوات وسنوات دون كلل أو ملل. سنواصل الطريق مهما كانت الصعوبات، مؤمنين أن هذا البلد لا يخذل من يخلص له، وأنه لا يملّ أحد من العمل من أجله. لكل مصري ومصرية نقول: أنتم أصحاب هذا الوطن، ونحن معكم ومنكم، نختلف ونتحاور، لكننا لا نلتقي إلا على حب مصر، ولا نرى لأنفسنا مستقبلاً إلا في وطن آمن، عادل، واسع الأمل، يفتح ذراعيه لأبنائه الوطنيين جميعاً دون استثناء.





