تركيا تدعو لتحرك عاجل لإنهاء مأساة السودان ودوران يحذر من توسع الكارثة الإنسانية

قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران إن ما يحدث في السودان من مجازر واغتصاب وهجمات وانتشار للأوبئة يفرض ضرورة التحرك العاجل من المجتمع الدولي، محذرًا من أن الوضع تحول إلى مأساة إنسانية واسعة النطاق تستدعي تدخلاً سريعًا.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها دائرة الاتصال في العاصمة التركية أنقرة بعنوان “الصراع المستمر في قلب أفريقيا.. السعي لتحقيق السلام في السودان”، حيث شدد دوران في كلمته على أن المعاناة الإنسانية اليومية تستدعي ضميرًا عالميًا مشتركًا ومسؤولية جماعية لوقف النزاعات المستمرة.
وأضاف أن الأزمة في السودان منذ اندلاعها في أبريل/نيسان 2023 تجاوزت البعد المحلي وأصبحت قضية عالمية تحتاج إلى حل عاجل، موضحًا أن اهتمام تركيا بالسودان يرتبط بالروابط التاريخية والأخوية والسياسة الإفريقية لأنقرة.
وأوضح دوران أن العلاقات بين تركيا وإفريقيا تطورت بشكل لافت خلال العقدين الماضيين، مبينًا أن الرئيس رجب طيب أردوغان قام بأكثر من 50 زيارة لـ31 دولة إفريقية، وأن بلاده تمتلك 44 سفارة في القارة وتسعى لزيادتها إلى 50، بالإضافة إلى توسع النشاط الدبلوماسي والإنساني والتنموي عبر وكالة التعاون “تيكا” التي نفذت حوالي 7000 مشروع في إفريقيا منذ 1992.
وأشار إلى أن قيمة المساعدات التركية لإفريقيا بين 2008 و2022 تجاوزت 2.5 مليار دولار، كما استفاد أكثر من 15 ألف طالب إفريقي من المنح التعليمية، فيما يواصل 65 ألفًا تعليمهم في تركيا، مع تقديم وقف معارف التعليم لنحو 25 ألف طالب في 27 دولة، وتشغيل الخطوط الجوية التركية رحلات إلى 64 وجهة في 42 دولة إفريقية.
وبشأن الوضع السوداني، قال دوران إن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدى إلى احتياج 31 مليون شخص للمساعدات الإنسانية، إضافة إلى تهجير 10 ملايين داخليًا ونحو 3 ملايين لدول الجوار، مؤكدًا أن كل هذه المؤشرات تكشف حجم الكارثة التي بلغتها البلاد.
وحذّر من أن عدم الاستقرار في السودان يهدد أمن البحر الأحمر والملاحة العالمية، داعيًا الدول المنخرطة في الملف إلى الجلوس على طاولة الحوار والمساهمة في إحلال السلام بدلًا من تعميق الصراع.
وأكد دوران أن استمرار الحرب يخلق فراغًا أمنيًا تستفيد منه التنظيمات الإرهابية في الساحل الإفريقي، مشيرًا إلى أن النظام الدولي فشل في التعامل مع الأزمات العالمية ومنها السودان.
وشدد على أن تركيا تلعب دورًا فاعلًا في الوساطة والاتصال بجميع الأطراف، وأن لقاء الرئيس أردوغان مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في منتدى أنطاليا الدبلوماسي يعكس اهتمام تركيا بوحدة السودان وسلامة أراضيه.
ولفت إلى أن السودان بحاجة إلى مساعدات عاجلة ومكثفة، مؤكدًا أن تركيا ستواصل جهودها الدبلوماسية والإنسانية لوقف الحرب، وإعادة القضية إلى الأجندة الدولية.
واختتم دوران بالقول إن السودان لا يستحق هذا المستوى من الدمار، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك مسؤول وفوري لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها شعبه، خاصة مع تفشي الكوليرا في 13 ولاية وازدياد خطر انتشارها في المخيمات.





